يوسف زيدان: استغلال الدين فى السياسة أخطر على مصر من إسرائيل

الجمعة، 16 أبريل 2010 03:24 م
يوسف زيدان: استغلال الدين فى السياسة أخطر على مصر من إسرائيل الدكتور يوسف زيدان
كتب محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف الدكتور يوسف زيدان، الروائى والباحث المعروف، عن تعرضه لإحدى قضايا الحسبة الدينية، بدعوى أنه يعتدى على التراث الإسلامى، رغم أنه لم ير أحد ما قدمه للتراث العربى الإسلامى، وحفظه على مخطوطاته القديمة، وحرصه على تجميعها.
وطالب خلال الحوار الذى أجراه مع الزميل جابر القرموطى فى برنامجه "مانشيت" على "أون تى فى" مساء أمس، الخميس، المسيحيين بإعادة النظر فى اتهامهم له بعداء الديانة المسيحية، وتعرضهم للاضطهاد، لأنهم ليسوا مضطهدين بمفردهم، وإنما جميع المصريين يعانون الاضطهاد.
وقال زيدان إن هناك حالة استخفاف عام برجل الشارع البسيط من جانب رجال الدين، فعندما يأتى نائب المرشد ويقول "لن نعطى أصواتنا لجمال مبارك" وقبله يأتى الأنبا بيشوى ويقول "لن نعطى أصواتنا إلا للرئيس مبارك أو لجمال مبارك" فهذا استخفاف بالمصريين، متسائلا: "كيف يجوز لشخص التحدث باسم الآلاف أو الملايين؟، لافتا إلى أن ذلك يعد مصادرة لحقوق الناس فى الاختيار" فالأنبا بيشوى الذى لا يمتلك بطاقة انتخابية لماذا يعزل أتباعه عن الشعب المصرى؟؟.
وأوضح زيدان أن هذه الأزمة أخطر على مصر من مشكلات العشوائية وإسرائيل والأزمة الاقتصادية، لأن هذه المعضلات تأتينا من الخارج، وإذا صح العزم والنية يمكننا التعامل معها، إلا أن الخلل القائم فى البنية الاجتماعية يعد انهاكا للأمة، ويقسم المجتمع إلى "إخوانجى وقبطى إنجيلى وقبطى كاثوليكى"، مشيرا إلى أن مسألة الاستخدام السياسى للدين يتسبب فى تمزيق النسيج الاجتماعى، لأن كل رأس جماعة يتصرف لاغيا شخصية أتباعه، ونتيجة ذلك تجتمع جماعات من النسيج المصرى تحت لواء بعينه توجهه جماعة معينة، وهذه الجماعات تصطدم مع بعضها البعض، لأن مصالحها مختلفة، وتنسى البلد، وهذا هو الخطر الحقيقى.
وقال زيدان إن الدولة لم تضعف، فهى فى 2010 أقوى من الستينات بدليل أن مصر الآن تستطيع استيعاب المعارضة، ورئيس الجمهورية يرفع دعاوى قضائية عندما يخطأ فيه أحد، فأين هذا من الهشاشة التى كانت فيها مصر فى الستينات من هزائم متوالية؟
وتابع "مصر الآن تعمل طفرات كبيرة فى تطوير التعليم - مع أنه بائس- وتبنى نفسها رغم المشاكل الكثيرة، وأضاف أن المثقفين فى الستينات كانوا كلهم فى المعتقلات، لكن الآن مصر فيها شجاعة لطرح المشاكل والآراء والتظاهرات، وهو ما كان من المستحيل حدوثه فى الستينيات".
وحول ظاهرة البرادعى قال: "إنه لا يعرف الشخص نفسه، لكنه كظاهرة لها وجهان إيجابى وسلبى، الإيجابى أن الناس لم تفقد الأمل وتريد التغيير وتسعى إليه بعدما كانت "الأغلبية الصامتة"، والسلبى يتمثل فى الفيروس الذى يسيطر على عقول المصريين من انتظار "المخلص" الذى ينقذ مصر مما هى فيه، وهذه الفكرة نابعة من القهر الذى تعرض له اليهود والتناقض الذى وجدوه فى كتابهم المقدس الذى يخبرهم أنهم أفضل شعوب الأرض وتسربت هذه الفكرة من اليهودية إلى المسيحية، باعتبار أن المسيح هو المخلص ثم انتقلت إلى الجماعات الإسلامية التى تعانى القهر مثل الشيعة.
وتناول زيدان أثر إسرائيل وقوتها على الدول العربية، مؤكدا أنها ليست خطرا علينا بالقدر نفسه الذى يمثله توظيف رجال الدين للسياسة، فاللعب السياسى بالدين أخطر على البلد من أى مواجهة مع إسرائيل، وعن إيران قال إن خطرها سيكون على المدى البعيد، وقد يزيد لأنها حولت التشيع من مذهب إسلامى دينى إلى رأى سياسى، وهو سبب قلق الحكومة فى مصر من التشيع.
وفيما يخص روايته "عزازيل" التى اعترض عليها بعض المسيحيين قال: "إنه متفهم غضب المسيحيين، لكنه ليس ضدهم، ولو كان كذلك لم يكن يسعى إلى جمع المخططات القبطية، ويطالب بترميم المتحف القبطى، لافتا إلى أن 93% من التراث الإسلامى لم ينشر حتى الآن، مما يعنى أن عقلنا جاهل بها".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة