
وفى الوقت الذى أكد فيه مؤيدو التعديل أن الهدف منه الحفاظ على استقرار الحزب وضمان وحدته قبل الانتخابات البرلمانية القادمة، كشف المعارضون عن وقوع تزوير فى كارنيهات أعضاء الجمعية العمومية، لدرجة إصدار عضويات لمتوفين، ومنهم ناجى أحمد موسى، والذى توفى منذ عدة أعوام، واعتبروا أن التعديل يهدف لتحقيق مصلحة شخصية تتمثل فى استمرار أباظة على كرسى رئيس الوفد.

وأكد السيد البدوى، عضو الهيئة العليا للحزب، أنه سيرفض التصويت ليس لرفضه التعديل نفسه، إنما لتوقيت طرحه، وقال: "من المفترض أن نخوض الانتخابات القادمة باللائحة الحالية لمعرفة أوجه القصور فيها على الأقل"، موضحا أنه طالب سابقا بأن يتم اختيار المكتب التنفيذى بواسطة الجمعية العمومية وليس الهيئة العليا ضمانا للحيادية، وحتى لا تؤثر الأغلبية الداعمة لرئيس الحزب على الاختيارات.

وكشف البدوى، إن اللائحة التى يعمل بها الوفد حاليا تعانى قصوراً شديداً نتيجة وضعها بشكل سرى على خلفية الصراعات داخل الحزب بعد عزل د. نعمان جمعة رئيسه السابق.

ورفض االبدوى إبداء رأيه فى السبب الحقيقى لمطالبة أباظة بتعديل اللائحة خلال الوقت الحالى، قائلا: "الإفصاح عن ذلك سيكون مسيئا للقائمين على قيادة الوفد"، فيما أوضح الدكتور محمد كامل، عضو الهيئة العليا، أن التعديلات المقترحة لم تلق أى معارضة سواء من البدوى أو البدراوى، وتابع قائلاً: "ما يحدث الآن رغبة منهم فى إدارة الحزب من الخارج".

فى السياق نفسه، ومع بدء انعقاد الجمعية العمومية الطارئة لحزب الوفد، نشبت حربS.M.S بين أنصار محمود أباظة، رئيس الحزب، وأنصار فؤاد بدراوى والسيد البدوى، واستمرت حتى ساعات قليلة سبقت بدء التصويت على تعديل المادة 22 من لائحة النظام الأساسى للحزب.

وفى الوقت الذى أرسل فيه مجهولون رسائل قصيرة تعبر عن الحزب وتؤكد أن بدراوى والبدوى يوافقان على التصويت، أرسل البدوى رسائل قصيرة تنفى ذلك، مؤكدا خلالها أنه يرفض التعديل جملة وتفصيلاً، بل وطالب أعضاء الجمعية بعدم التصويت، محذرا من أن التعديل هدفه تحقيق مصالح شخصية.

من جهته، أكد محمود أباظة، رئيس الحزب، أن أى لائحة قابلة للتعديل، وأوضح أنه فى حالة تعديل المادة 22 من لائحة النظام الداخلى للحزب ستبقى الهيئة العليا للوفد لمدة عام ينتهى فى أول يونيو 2011.

وعن وجود حوار سياسى "إخوانى-وفدى"، قال أباظة، إن الحوار مع قيادات الإخوان لن ينقطع أبداً لأن "الوفد" و"الإخوان"، حسب قوله، هما أكبر حركتين سياسيتين فى مصر، وتابع "عندما تحالف الإخوان مع الحزب عام 84 تم التنسيق وفقا لثوابت حزب الوفد، وعندما تمسكوا بشعاراتهم الدينية انفصلوا وتحالف الإخوان مع حزب العمل".

فى سياق آخر قال أباظة إن الحزب ينتظر تقسيم دوائر الشورى الجديدة، موضحا أن الحزب طرح 10 مرشحين لانتخابات "الشورى" المقبلة، ولم يحدد عدد مرشحيه فى انتخابات مجلس الشعب.
