فى فيلم "شبه طبيعى" للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رافائيل، الذى عرض بالمركز الثقافى الفرنسى، تهاوت كل الأمجاد والبطولات المصرية، وتحولت "جدعنة وشهامة" ابن البلد المصرى إلى ذعر الفئران من القطط، وتحولت غيرتهم على بلدهم إلى "همجية ووحشية".
قد يكون هذا الكلام مستفز ومنفر، لكن عذرا.. هذا ما أتى به الفيلم الذى تدور قصته حول استعدادات طفل إسرائيلى لعيد ميلاده الذى عجز عن الاحتفال به لوفاة والده "برصاصة غادرة نالت منه على يد المصريين الهمج المتوحشين"، هكذا صور الفيلم حرب أكتوبر، وفى المقابل احتج عدد من المثقفين المصريين الرافضين للتطبيع أمام المركز الثقافى.
عفوا مرة أخرى، لن أرفع لكم أيها المحتجون القبعة ولن أحييكم بل سأجرمكم بتهمة التخاذل، لأنه لم يخرج من بينكم رجل أو امرأة يسطر بدماء أطفال "بحر البقر" سطرا يصور الهمجية الإسرائيلية فى 8 إبريل 1970، يرسم بدماء طفلة صغيرة مصرية من قرية ريفية بسيطة أحلامها البريئة التى لم تعرف طريقها إلى النور، ليرسم بآلام أم طفل قطعت أوصاله ومزقت أحشاؤه صورة لغل صهيونى حريص على حصد أرواح الأبرياء، يفتح كراس رسم أذابت معالمه دماء ودموع طفلة كانت تحلم بدمية تشاركها أسرارها آخر الليل.
عفوا لن أحترمكم وأبجلكم بعد اليوم، لأنكم تنظرون تحت أقدامكم لتأكلوا منها، لأنكم غفلتم ونسيتم دير ياسين 1948 وقانا 1996 و 2006، وقبية 1953، وقلقيلية 1948 وكفر قاسم 1956وصبرا وشتيلا فى 1982وغيرها من المجازر التى ارتكبها السفاحون الإسرائيليون وأبرزهم السفاح أرئيل شارون بحق أسلافكم.
تاريخ حافل بالمجازر، ومع ذلك تفوقت عليكم مخرجة إسرائيلية بمشروع تخرجها حولت المجرمين إلى نبلاء والسفاحين إلى قلوب رحيمة من لحظة واحدة من معركة واحدة هزم فيها الجيش الإسرائيلى، فما بالكم بشعوب اُرتكبت بحقهم أبشع المجازر ولم يخرجوا حتى الآن بفيلم واحد يجسد المرارة والألم والذل الذى عاشوه على أيدى الصهاينة.. فأذنوا لى أنكم تستحقون عن جدارة كل ما نعتكم به الغرب من بلادة وغباء وإجرام لأنكم أول ما أجرمتم.. أجرمتم فى حق أنفسكم .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة