أقيمت مساء أمس الأول بنقابة الصحفيين ندوة بعنوان "د.جابر قميحة نجم فى سماء الفكر والأدب" لتكريم المفكر الإسلامى د.جابر قميحة أستاذ الأدب العربى، وذلك فى إطار مشروع "رموز فى دائرة الضوء" الذى يتبناه مركز الإعلام العربى.
حضر الاحتفالية عدد من المفكرين والأدباء من السودان، وسوريا، وليبيا وعلى رأسهم د.جابر قميحة، صلاح عبد المقصود عضو مجلس النقابة، ومدير مركز الإعلام العربى الذى وصف قلم د.جابر قميحة بالمجاهد وإبداعه بالملتزم وحرفه بالرسالة، مضيفا أنه من الشخصيات المضيئة على طريق نهضة الأمة الذى يفكر بحزم ويعمل بعزم ولا ينفك حتى ينال ما يقصد، ولذا وجب تسميته بشيخ الشعراء الإسلاميين وعميد الأدب الإسلامى.
ثم تحدث الدكتور إبراهيم عوض الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس عن العلاقة التى تربط إياه بالدكتور قميحة وكيف كان عمق أثره فى نفسه، أما الشيخ سيد عسكر عضو مجلس الشعب والأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية فقد تحدث عن الفكاهة والمرح فى شخصية قميحة قائلا "كتابات قميجة دائما ما تدمج بين المزح والجد فهو أديب رصين وعالم متين وشاعر ذو عمق أصيل كما أنه خفيف الروح، فيما وصفت المهندسة والأديبة والكاتبة حنان فتحى جابر قميحة بأنه اسم على مسمى فقد جبر وبحق الأدب الإسلامى فهما وسلوكا وأسلوبا وهو فارس الكلمة، غذى الفكر بنور الإسلام وروحه، مضيفة أن القدس التى شعر وتغنى بها بالنسبة لإبداعاته ليست قضية عابرة ولكنها قضية العمر.
وبعد انتهاء افتتاحية الاحتفالية، بدأت الجلسة الأولى والتى رأستها المستشارة الدكتورة نهى الزينى، التى أوضحت الفرق بين جملتى كل من د.طه حسين عميد الأدب العربى، ود.جابر قميحة عميد الأدب الإسلامى، مثلما يقال، إذ جاء على لسان حسين أن "الكتاب يقولون لا شىء" بينما صاغ قميحة فى أحد كتاباته أن "الكلمة عرض الشاعر"، حيث أشارت الزينى إلى أن جملة حسين حقيقية لأن هناك بعض الكتاب الذين يقدمون ذواتهم فى كتاباتهم فقط وهذا من حقهم لأنهم ليسوا معنيين بحل المشاكل، ومن ثم يتواجد الاختلاف فى مضمون ما يقومون بكتابته ما بين التنوير أو التزوير، التعريب أو التغريب، التثبيت أو التثبيط.
وأضافت الزينى "بينما تعبير قميحة حقيقى أيضا ولكنه لا يحتمل البعض من الكل، وذلك لأن الكاتب لابد أن يتوجه برسالة كبيرة ونبيلة مشحونة بهم الآخرين، الأمر الذى ينتج عنه إحساسهم بهذه الكتابات، ومن ثم تأثيرها فيهم وربما العمل بها فى يوم من الأيام"، متسائلة: هل كان قميحة بالفعل مهموما بهم عربى وإسلامى واستطاع أن يوصل رسالته للآخرين، ويخاطب بها جيله والأجيال اللاحقة أم أنه قد انضم إلى طائفة الذى يقدمون ويقولون لا شىء؟!
كما تم عرض فيلم تسجيلى عن الدكتور جابر قميحة والذى جاء فيه أن قميحة قد قام بطرق أبواب الشعر والأدب من مداخل مختلفة، وأنه قام بتوظيف الشعر من حيث تأريخه للحوادث التاريخية العربية والإسلامية الكبرى فيه، ووضح ممارسات الاحتلال، ووقف فى وجه الاستبداد، ثم ألقى الشاعر أمين الديب قصيدة شعرية عامية فى مدح قميحة لقت إعجابا من الحضور.
ومن جهتها أكدت الدكتورة هبة رءوف الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن تكريم قميحة يأتى فى إطار تكريم إنسان استطاع الحفاظ على إنسانيته، فالشاعر مهم فى حياة الناس لأنه يصوغ الحياة، قالت: "تميز أسلوب القميحى بالحرص على الحكى الإنسانى مما جعله قريبا فى توصيل الفكرة إلى القارئ، بالإضافة إلى ملكته الشعرية، وإحاطته السلسة الناتجة عن استيعابه العميق للتاريخ الإسلامى بدون افتعال، وروحه المرحة التى تميل إلى النكتة، ولو كان الدكتور المسيرى رحمه الله موجودا بيننا لأطلعته على مقالة للقميحى مميزة عن النكتة، التى اهتم بها المسيرى أيضا فى أواخر حياته، كما أنه يتمتع بجرأة عجيبة فى تعرضه للقضايا الشائكة، وبدون تدليل للكلمات يضع الواقع أمام المثال الذى ينشده الناس فيعبر عنهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة