شاردة كنت أجلس أبحث عن أغنية جديدة لأستمع إليها.. بحثت كثيرا ولكنى لم أجد غايتى.. حتى وقعت عينى على اسمه.. هو ليس اسم جديد فقط وإنما غريب أيضا وجدتنى أفتح تلك الأغنية لأستمع إليها فوجدته يقول "بتحبنى لا أشك مين دول اللى على الفيس بوك لو مشيلتيش العيال دى عليك هسك وأنا مش خرونج ده أنا كنج كونج ده أنا وأنا رابط أيدى بلعب بينج بونج".. نعم تلك كانت الكلمات التى تغنى بها- المطرب، المغن ، المؤدى – لا أعلم ماذا أطلق عليه من الأسماء ولكن يكفى أن أقول إنه "أبو الليف".
أبو الليف ليس مجرد اسم وإنما هو حالة جديدة تجعلك فى حيرة ودهشة من أمره.. ويزيد من دهشتك عندما تعلم أن كاتب تلك الكلمات ليس مجرد كاتب مغمور أو هاوى وإنما هو اسم له مكانه بالوسط الفنى بأكمله.. كاتب تلك الكلمات أو كاتب كلمات ألبوم أبو الليف بأكمله هو الشاعر الغنى عن التعريف "أيمن بهجت قمر" ماعدا أغنية "قبل ما أنام".. وتزيد دهشتك أكثر حين تعلم أن من قام بالتلحين هو واحد من أهم الملحنين الآن.. هو اسم أيضا له مكانه المحفوظ فى الوسط الفنى.. هو الملحن الشاب "محمد يحيى" .. ذلك بالإضافة للموزع الغنى عن التعريف "توما".
نعم هى تركيبة تجعلك فى حيرة وتساؤل ما الذى يجعل مثل تلك الأسماء تلجأ إلى هذا النوع من الأغانى.. ولكن قبل أن أبحث عن إجابة كان لابد من أن أنتظر العمل كاملا.. كى أجد الإجابة المعنية بالنسبة لى ولا أفعل مثلما فعل آخرون وأشن الهجوم والنقد على مجرد أغنية.
الآن ها قد استمعت إلى الألبوم كاملا.. لا أعلم ماذا أقول ولكنى فى حالة من الذهول.. التعجب ربما.. ولكنها بالفعل حالة انبهار.. كلمات بسيطة.. لحن راقى.. توزيع متميز.. بالإضافة إلى صوت بالفعل معبر فى كل الحالات.. نعم هى تلك الحالة التى نطلق عليها "أبو الليف"... هو وصف دقيق بلغة الجيل الحالى لمعانى كثيرة انتشرت بين جميع الناس فى مختلف الأوساط الاجتماعية.. كل أغنية تحمل قصة وهدف ومضمون.. تحكى حالة بالفعل نعيشها كل يوم فى حياتنا.. هذا النوع من الأغانى ربما نطلق عليه – فن شعبى – ربما نطلق عليه – فن المونولوج –ربما اسم آخر لا يهم .. ولكن كل ما يهمنى أننى لم أشعر بالإسفاف فى المعانى.. لم أسمع كلمة تؤذى مشاعرى أو تجرح إحساسى.. لم أسمع الكلمة التى تجعلنى أخجل من سماعها أمام والدى أو من هم أكبر منى سنا.. وإنما سمعت ما يوصف حالتى وحالة من حولى بطريقة سهلة وبسيطة تصل لأى مستمع.. نعم هو ألبوم الانتقادات ولكنه فى الوقت ذاته يستحق التقدير لأنه منحنى الفرصة لأعلم أن ليس كل من يغنى هذا اللون من الغناء يعنى به الإسفاف... جعلنى أعلم أن هناك فرقا بين من تغنى (بالعنب، السيجارة البنى، السمك) بين من قال ( إيه يابت ياجامدة اللى عملتيه فيه ) بين من قالت (أنا أقوله بحبك عارفين رد عليه بايه متشكر خالص قوى جدا ميرسى).. وبين من قال "مبقاش عندى ثقة فى حد من اللى أنا شفته فى حياتى أنا خدت الضربه بجد من أقرب ناس فى حياتى.. والآن أنا لا أوجه النقد لهذا الألبوم أو لصناعة وإنما أقول إنه عمل جيد خرج بصورة جديدة ومتميزة للناس.. نعم سيواجه الكثير من الانتقادات فى الفترة المقبلة ولكن اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية ولن يقلل من النجاح الفعلى للألبوم.
مى السيد البياع تكتب.. "ألــــبــــوم الانــــتــــقــــادات"
الخميس، 15 أبريل 2010 08:45 م