الدكتور كمال الدين يوسف جعفر، المتخصص فى البيئة الجوية الزراعية تمكن من الانتهاء من بحث يمكن بواسطته سد احتياج مصر من زراعة القمح والذرة، ووقف الاستيراد من الخارج.
توصل جعفر إلى إمكانية زراعة القمح فى أى وقت من العام وفى جميع محافظات مصر عن طريق تحديد الفترة المناخية الممكنة لنمو المحصول وكذلك تحديد الفترات الزمنية التى تحتاجها أصناف القمح والذرة المختلفة فى كل محافظة على حدة، ويقول جعفر: «يعتبر القمح والذرة من المحاصيل الاستراتيجية لمصر، وعشان نحقق الأمن الزراعى لازم نزرعهما على نطاق واسع، وفى أماكن كتيرة، عشان كده أنا عملت بحث يتيح زراعتهما فى مصر كلها بالتطبيق على 12 محافظة تمثل مناخ الجمهورية بأكملها، عشان نلقى القمح عندنا طول السنة ومانحتجش نستورده من بره». «قام جعفر بتحديد درجات الحرارة التى يحتاجها لنمو المحصولين والأكثر مناسبة للأصناف المصرية، وذلك ما يسمى الوقت الحرارى وهو «مجموع درجات الحرارة التى يحتاجها كل صنف من القمح والذرة لكى ينمو».
ومن هنا استطاع جعفر أن يحدد دورة حياة المحصولين داخل الفترة المناخية المناسبة لهما، حتى تمكن من الحصول على فترة الزراعة وفترة الحصاد لكل من المحصولين فى المحافظات المختلفة، ويضيف: «أنا قمت بدراسة بيان الأرصاد الجوية فى كل محافظات مصر وعرفت درجات الحرارة فيها، وبعد كده قمت بتحديد درجات الحرارة اللى بيحتاجها كل صنف من المحصولين عشان ينمو، ومن هنا عرفت لو ازرع الصنف ده فى مكان ما يبقى محتاج لكام يوم، يعنى إحنا كده هنعرف فى كل محافظة هنزرع إمتى، ولو زرعنا فى الوقت ده هنعرف وقت حصاده إمتى، وكمان هنعرف كمية المياه اللى عايزها المحصول عشان ينمو، إحنا نقدر نسد احتياجنا من زراعة القمح بطريقة الرى الحديثة، خصوصا أن مخزون المياه الجوفية فى مصر متوفر بشكل كبير جدا ولا ينتهى بسبب اتصال مصر بالأماكن الممطرة طول العام مثل الحبشة.
فى نهاية البحث الذى استغرق عاما كاملا، وأنفق عليه الدكتور جعفر 15 ألف جنيه من ماله الخاص، توصل جعفر إلى إمكانية زراعة القمح والذرة فى الأراضى الرملية بجانب الأراضى الطينية حيث يؤدى ذلك إلى التوسع فى زراعتهما، وبالتالى سد احتياج مصر من هذين المحصولين، وأن أفضل مكان لزراعة القمح هو مصر الوسطى سواء فى الأراضى التى حول النيل أو فى الأراضى الرملية، وأفضل مكان لزراعة الذرة هو من بنى سويف إلى الجنوب.
وما زال الدكتور المثابر يدفع الغالى والرخيص لأجل بحثه، يقول: «لحد دلوقتى أنا بدفع فلوس عشان أعرضه على خبراء فى المؤتمرات، وفى آخر مؤتمر حضرته من يومين دفعت 500 جنيه عشان أعرض البحث فى نص ساعة، ووجهت نداء فى نهاية بحثى إلى وزارة الزراعة عشان تطبيقه، فمش معقول ييجى وقت والشعب ميلاقيش ياكل، فاللى عايز يحرر مصر اقتصاديا لازم يلجأ لسد احتياج شعبها من القمح والذرة، والمسؤولون لو معرفوش قيمة بحثى دلوقتى هيعرفوها بعدين».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة