العاملون فى نفس تخصصى بالشركات الخاصة يتقاضون ضعف مرتبى

عزة عندها 29 سنة اخترعت علاجاً جديداً لمرض السكر.. بس لازم تروّح بدرى عشان المجتمع مابيعترفش بـ«السيدة الباحثة»

الخميس، 15 أبريل 2010 12:39 ص
عزة عندها 29 سنة اخترعت علاجاً جديداً لمرض السكر.. بس لازم تروّح بدرى عشان المجتمع مابيعترفش بـ«السيدة الباحثة» «عزة» باحثة تجمع بين نجاحاتها العلمية والعملية والأسرية ولا أحد ينصفها
كتبت رانيا فزاع - تصوير - محمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأنها باحثة، وزوجة، وامرأة، فهى تعانى كل ما تعانيه النساء وزيادة. كانت تعتقد وهى صغيرة أن العلم والبحث هو الحلم والحل، لكن تحديات الواقع العملى تجتهد لتشوش الحقائق، وتثير غبار اليأس من حولها هى ومن يشبهنها.

من داخل المركز القومى للبحوث تطل عليك «عزة» 29 سنة، بوجهها البشوش ومن بين عدد من الأجهزة، تحكى قصتها، وتقول: «تخصصت فى قسم صناعة الأدوية، وتخرجت عام 2002، ومن وقتها وأنا أحلم بالعمل البحثى، وعلى الرغم من أن الكلية عينتنى فى إحدى شركات الأدوية لكننى فضلت العمل البحثى، وسعيت حتى تم قبولى بالمركز القومى للبحوث، أجريت رسالة الماجستير عن زيادة تركيز المادة الفعالة لأدوية مرض السكر التى يتم تناولها من خلال الفم، بأقراص بحجم أقل وبنفس التأثير، بالإضافة إلى سرعة ذوبانه فى المعدة مما يجعل المريض يحصل على قرص واحد بدلاً من قرصين وبنفس فاعليته، ولكن رغم أهمية البحث لم يتم تداوله حتى الآن وما زال قيد الأرفف، ومنذ عامين تقدمت بطلب للحصول على براءة اختراع، لكننى لم أحصل على شىء حتى الآن ولأسباب لا أعرفها، إلا أنى تركت ذلك جانبًا، وأكملت رسالة الدكتوراه الخاصة بى من خلال استخدام التقنيات النانومترية، وهذه التقنيات لها تأثير أقوى بكثير فى الدواء مما يساعد على استمرار وقت فاعليته وتأثيره فترة أطول، بمحاولة تغيير شكله الصيدلى، وعملى يتوقف على وضع المادة الفعالة فى الدواء والوصول بها للشكل النهائى له سواء فى صورة قرص أو شراب، ولكننى لا أتدخل فى وضع هذه المادة فالشركات فى مصر لا تقوم بتصنيع المادة الفعالة وتعتمد على استيرادها من الخارج لما تتطلبه من تكاليف باهظة ومبالغ فيها».

وحول المشكلة التى تقابل عزة فى هذا الجانب تضيف: «المشكلة فى الماضى كانت فى عدم وجود صلة حقيقية بين الشركات وبيننا فبالرغم من أننا نقدم الأدوية بصورة أفضل من الكثيرين، لكن هذا تطور الآن وأصبح يوجد متخصصون فى الربط بيننا ومن خلال أكاديمية البحث العلمى». وتضيف: «نجحت فى نشر أبحاثى فى عدد من النشرات العلمية الخارجية مما يتيح للكثيرين الاطلاع عليها والاستفادة منها، وهذه الخطوة جاءت بتشجيع أساتذتى».

وعن المناخ الذى عاشت فيه الباحثة عزة، والذى كان مشجعا على تبنى البحث العلمى حتى آخر نفس، تقول: «والدى يعمل أستاذا بمركز البحوث الزراعية مما هيأ لى جوا علميا مناسبا للعمل والبحث أنا وإخوتى الذين يعملون فى نفس المجال، فأخى مهندس وأكمل دراسته وحضر الماجستير والدكتوراه، وأختى التوأم التحقت معى بكلية الصيدلة وعينت معيدة، ولأختى معى قصة لطيفة، فقد تدرجت معى فى نفس المراحل التعليمية، وحتى فى الثانوية العامة حصلنا على نفس المجموع وقررنا الالتحاق بكلية الصيدلة وقتها، لم نقرر طبيعة المجال الذى سنعمل فيه، واخترنا الكلية فقط لأننا حصلنا على مجموع عال، فلم نكن نعلم معنى كلمة صيدلة أو أهميتها وكنا نتصور أن الصيدلى الذى يبيع الأدوية مجرد بائع وليس خريج كلية معينة، وهذا يرجع لعدم نشر ثقافة مجتمعية سليمة حول طبيعة عمل الصيادلة».

ولأن حياة الباحثة مختلفة، تحكى عزة وتقول: «عملى فى المركز أضاف لى الكثير، فالعمل فى المجال ممتع، وطول الوقت أقوم بإجراء أبحاث، وأفكر فى الجديد الذى سأقدمه فى مجالى، على العكس من العمل فى أى مكان آخر لا يوجد به أى تطوير، ولكن السيدات اللاتى يعملن فى هذا المجال، لا يستطعن المكوث لفترات طويلة فى العمل أو التأخر فى الليل بالرغم أن طبيعة العمل تحتم ذلك أحيانا، بالإضافة إلى أن عملى ليس له عدد ساعات محدد.

مشاكل عزة كباحثة وعاملة فى مجال حساس فى تصنيع شكل الدواء وتحديد فاعليته كثيرة، وأولها الراتب الذى تتقاضاه، تضيف: «بالرغم من حصولى على الماجستير والدكتوراه فإن راتبى حتى الآن لا يصل حتى إلى نصف راتب زملائى العاملين فى نفس المجال وفى شركات خاصة، بالرغم من الكفاءة العالية التى نمتلكها فى المجال سواء فى التدريب أو البحث، فضلاً عن معاناتى من مشكلة عدم جودة الإمكانات اللازمة للأبحاث وعدم توافرها فى مكان واحد، مما يتطلب منى السفر والتنقل لإجراء بحث واحد».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة