كان الغرض من اقتراح «حكومة ظل» للدكتور البرادعى هو طرح فكرة مستقبلية قد تكون قابلة للتحقق فى حالة إمكانية حدوث تغيير سياسى غير عادى فى مصر أو غير قابلة فى حالة بقاء الوضع على ما هو عليه وإدراج الاقتراح فى علبة «الأحلام وأضغاثها» وليس فى الإمكان أفضل مما هو كائن الآن، وكان الغرض أيضاً إحداث حالة نقاش وجدل عام حول «ماذا لو أعلن الدكتور البرادعى حكومة ظل مثل ما هو موجود فى بريطانيا مثلاً» وليس مجرد فرض أسماء بعينها تنتمى إلى تيارات سياسية محددة من جانبنا وإقصاء تيارات أو أسماء أخرى، فقد جاء الاختيار من داخل الجمعية الوطنية للتغيير التى يرأسها الدكتور البرادعى وحسب رؤيتنا للشخصيات العامة التى تنتمى للجمعية وتؤيدها. وإذا كان للصحافة دور مشارك فى قضايا المجتمع، إضافة إلى وظائفها التقليدية فى الإعلام والأخبار والتوعية والتثقيف، بالتالى طرح الأفكار للنقاش ومعرفة رأى الناس فيها، فقد رأينا فى «اليوم السابع» أن نطرح الفكرة ونقف على آراء المعنيين بها ورأى جمهور القراء فيها.
فهل كان الطرح مقبولاً ومعقولاً؟ وهل كان غير مسموح أن نفكر بصوت عال ونطرح تصورا مستقبليا لمعارضة حقيقية تكون بمثابة «حكومة ظل» للحكومة القائمة كما الدول الديمقراطية؟.
وإذا كان الدكتور البرادعى يطرح نفسه كمشروع للتغيير والإصلاح فى مصر وهو الرجل صاحب الخبرة والاطلاع على التجارب الديمقراطية الغربية، فقد يكون هذا دافعاً لطرح أفكار غير تقليدية يدور نقاش حولها مثل فكرة «حكومة الظل».
ولأن نبض الناس يعد أحد المؤشرات المهمة لقبول الأفكار، فقد تباينت الردود بين مؤيد لحكومة الظل ومتحفظ ويائس من حدوث تغيير أو مؤيد للوضع الحالى ولتوريث الحكم، عدد كبير من القراء على موقع «اليوم السابع» أعلن تأييده للفكرة واعتبر الحكومة المقترحة «وطنية ونظيفة وخالية من الحرامية» والبعض الآخر رآها مثلما رأى كبار القوم ِأيام ملك يوسف عليه السلام «أضغاث أحلام» سواء من الصحيفة أو من كاتب السطور وتمنى قطاع عريض أن يتحقق الحلم متسائلاً وليه لأ؟ ولماذا نستكثر على أنفسنا أن تكون لدينا حكومة ظل تنافس وتحكم؟.
حالة الجدل الافتراضى من القراء تحمست للفكرة واقترحت إضافة أسماء أخرى لقائمة حكومة الظل مثل عمرو موسى والدكتور كمال الجنزورى والدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز والشاعر فاروق جويدة ووزير الصناعة والتجارة الحالى رشيد محمد رشيد. والبعض الآخر تساءل عن باقى الوزارات، وطالب بتنوع الحقائب الوزارية وليس من توجه أو تيار سياسى واحد، والعديد من القراء سألوا عن الوزراء المسيحيين فى حكومة الظل.
وبالتأكيد لم تخل الردود من الهجوم الكاسح على الفكرة، وإنكارها وإعلان التأييد للرئيس وحكومته، وحتى تأييد أن يكون الرئيس القادم هو جمال مبارك واعتبار الدكتور البرادعى شخصا بلا شعبية حقيقية وليس له تواجد فى الشارع، وسوف يخسر الانتخابات حتى لو كانت نزيهة أمام الرئيس مبارك أو أى مرشح للحزب الوطنى.
وكان الملاحظ أن عددا كبيرا طالب بدور للشباب فى حكومة الظل المقترحة. وما لم يكن متوقعا أن اعتبر عدد من القراء الفكرة مجرد إحداث فتنة - والعياذ بالله - من الصحيفة والكاتب لإحداث الشقاق والوقيعة بين التيارات السياسية.
المؤيدون طالبوا بضم عمرو موسى والجنزورى وزويل وفاروق الباز وفاروق جويدة ورشيد محمد رشيد
حكومة الظل فكرة مستحيلة أم حلم يا ريت يتحقق أم أضغاث أحلام وتحيا حكومة الحزب الوطنى وجمال مبارك؟
الخميس، 15 أبريل 2010 12:46 ص
البرادعى وشقيقه فى الحسين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة