إلى قديسة غزة … إلى الشهيدة
ريهام
إلى الأب المفجوع والأم الثكلى
إلى الأعمام الثلاثة والأشقاء
إلى أخى الذى تفصله عنى آلاف الأميال
وتقربنى جداً إليه الآلام والأحزان
إلى أبى علاء
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بنيتى … ريهام
وتأبى الجراح أن تندمل بعد مرور
شهرين كاملين
وتأبى الدموع أن تعود إلى منبعها
فتنحدر قطرات قطرات
ويأبى الحزن المتمرد إلا أن يخيم ويقيم
فى جسم أنهكه المصاب
وقلب انهالت عليه الطعنات
دون رحمة
والضحية الوحيدة دائماً
هذا المجرّح الذى تقصدته السيوف والسهام
من جميع الجهات
صبراً أخى زياد
صبراً أختى سهير
صبراً أخى أبو علاء
أجل … أحبتى
ها هى ريهام تطل للمرة الأولى والأخيرة
تلك الفتاة المتفوقة الوحيدة
ابنة الستة عشر ربيعاً
بعينيها البنيتين
وشعرها الأشقر
وقدها الممشوق
تطل كعروس البحر
تحميها النوارس من خطر الأمواج
وأسماك القرش والحيتان
تزفها إلى مثواها الأخير
فى موكب غزاوى مهيب
لقد ودعت المدرسة والرفيقات
الدفاتر والكتب والأقلام والممحاة
ودعت الوجع والألم
والمعاناة
اختصرت السنين
تجاهلت الأحلام وأمشاطها
وألعاب الأطفال
بعثرت كل أشيائها
وقررت أن تحلق مع الطيور وتهاجر
إلى مكان بعيد
إلى جنان الخلد
بنيتى ريهام
لقد سبقتك ملهمتى لورين
ابحثى عنها
اسألى عنها
فلن تتوهى
سيدلك عليها الكثيرون
إنها صاحية العينين السوداوين
الواسعتين
والشعر الفاحم
والخصر النحيل
والجمال الخلاب
صادقيها واسكنى معها
وبلغيها تحياتى وأشواقى
بلغيها أننى كتبت الكثير وما زلت
وفاء لها وتلبية لوصيتها
أجل أخى أبو علاء
لقد أبكتنى ريهام
أبكتنى مرتين
الثانية عليها
والأولى على لورين
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة