عمدة إحدى القرى التابعة لمركز كفر شكر بالقليوبية تشاجر مع شيخ البلد على أولوية المرور فى الشارع، ونتج عن المشاجرة 11 مصابا، العرف والتاريخ والواقع يقول إن العمدة أعلى مرتبة من شيخ البلد الذى يعمل نائبا له فى غيابه، واذا كان لابد وأن يمر أحدهما أولا فيمر العمدة، وقديما كانت عائلات العمودية من أكبر العائلات حسبا ونسبا وسطوة فى البلد، الكل ينحنى امام أوامر وأحكام العمدة المسئول الأول عن حفظ الأمن والنظام، ولكن اختلف الأمر بالنسبة للعمد المعينين، لأن إلاختيار غالبا ما يخضع لعوامل كثيرة آخرها حسبه ونسبه وقدرته على إدارة شئون البلدة وجمع الناس حوله والنهوض بهم، وأولها الولاء الكامل والتام حتى الموت الزؤام للأمن والنظام، وأصبح حال العمد لا يسر إلا أصحاب قرار التعيين، وهكذا ساءت الأحوال فى كل القطاعات لأن القائمين على تسيير الأمور من المعينين لا يعنيهم إلا إرضاء النظام، حسين مجاور مثلا أمين اتحاد أكبر تنظيم عمالى فى مصر» وهو تنظيم حكومى وليس مناهضا حتى لا يفهم البعض كلمة تنظيم بطريق الخطأ » تم تعيينه فى هذا المنصب منذ سنوات ليدافع عن حقوق العمال، ومن الطبيعى إلا يكون ولاؤه للعمال بل ولاؤه لمن منحه الكرسى فصار مجاور من أشد المدافعين عن النظام حتى ولو لم يطلب منه ذلك، هو يشعر أن هذا دوره يشحذ الهمم ويعبئ العمال ضد معارضى النظام، ويبذل الرخيص والغالى حتى يظل صوت العمال منخفضا لايسمعه أولو الأمر فيعتبرونه إثارة او انقلابا أو رفسا للنعمة التى يعيشون فيها، شن مجاور هجوما حادا على البرادعى واعتبره لا يصلح بل إن عمدة أى بلد أفضل منه، وأقنع العمال بأن البرادعى جاء ليقضى على العمال بدعوته لإلغاء نسبة الـ50% عمال وفلاحين من مجلس الشعب، وهى النسبة التى يتسلل منها الجهلاء وآباء الهول الموالون للحكومة، بل وتمادى فى مظاهر الولاء بإعلانه إرجاء الاحتفال إذا أناب الرئيس مبارك أحدا غيره، هكذا هو حال كل من تعينه السلطة لن يلقى قبولا لدى الأغلبية، ولن يجتمع حوله إلا الفاسدون وأصحاب المصالح، ويبدو أن مصر كتب عليها التعيين من القمة إلى القاع، كتب عليها المحافظون والسكرتيرون العموم ورؤساء المدن والمراكز والاحياء، كتب عليها وزراء وحكومات لا تدخر جهدا فى سبيل خدمة أولى الأمر وأركان النظام، الكل ولاؤه لمن يعلوه فى المنصب، لا قيمة للمواطن فى نظرهم ولو كان الأمر بالانتخاب لاختلف الوضع، ولا أقصد هنا ما يحدث من مهازل فى انتخابات مجلس الشعب او المحليات بل انتخابات حرة ونزيهة حتى يتولى مقاليد الامور من يصلح ومن يهدف للصالح العام وليس صالح الصفوة والسلطة، التعيين نظام فاسد فى أى مجال، والمعينون فى أى مكان يدافعون عن صاحب قرار التعيين من تلقاء أنفسهم، يخوضون حروبا غير شريفة ضد خصومه من اجل ارضائه وتقديم فروض الولاء والطاعة، المشتاقون أيضا يدخلون الحرب متبرعين من أجل الكرسى، وتتحول البلد إلى ساحة معارك لإثبات الولاء، ولا عزاء للبسطاء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة