ذكرت صحيفة التايمز، أنه تم إجراء تغييرات فى إستراتيجية الولايات المتحدة فى حربها بأفغانستان، حيث انسحبت القوات من وادى كرنجيال شرق أفغانستان، الذى شهد أسوأ المعارك فى الحرب.
وأعلن بيان أمس، الأربعاء، عن خروج القوات الأمريكية من الوادى، الذى لقى فيه 42 جندياً أمريكياً مصرعهم، إضافة إلى جرح المئات عام 2005، مع الاحتفاظ بقاعدة عسكرية على بعد ستة أميال من الطرف الشمالى للوادى لعرقلة مسار تسلل العناصر الطلبانية.
وأوضح راندى جورج، قائد القوات الأمريكية فى إقليم كونار، "أن تغيير وضع القوات من وادى كورنجال إلى المناطق الأكثر سكاناً سيتيح لنا الحصول على قدر أكبر من المرونة"، وأضاف "أن منطقة الوادى كانت مهمة جداً من الناحية العملية، لكن ما هو مناسب للإستراتيجية الجديدة، هو تركيز جهودنا على المراكز السكانية، مازلنا قادرين على القيام بعمليات هناك، حتى من دون وجود قاعدة، مثلما نفعل فى الوديان النائية".
وتقول الصحيفة، إن الانسحاب من الوادى، القريب من الحدود الباكستانية، قد يعتبره الكثيرون انتصاراً لطالبان، كما سيغضب الحكومة الباكستانية. ويمثل النهج الأمريكى الجديد صدى للإستراتيجية التى كانت قد اتبعتها القوات السوفياتية بالمنطقة، والتى تخلت بعد عام 1986 عن المناطق النائية لصالح المجاهدين وركزت جهودها بدلاً منها على المدن والطرق الرئيسية ومناطق كثيفة بالسكان.
يذكر أن الاتحاد السوفييتى السابق واجه مصيراً مأساوياً فى الحرب على أفغانستان. ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن القوات الأمريكية انسحبت بشكل مفاجئ من وادى كورنيجال الأفغانى بعد مضى خمسة أعوام من القتال والمعارك ونصب الكمائن المتواصل بين الطرفين، الأمر الذى يكشف عن تطور ملحوظ فى الجهود الأمريكية لإحلال الاستقرار فى هذه الدولة التى مزقتها الحروب المتتالية.
وقالت واشنطن بوست، إن أكثر من 40 جندياً أمريكياً قد لاقوا مصرعهم خلال الخمسة أعوام المنصرمة، بينما أصيب عشرات آخرون فى تفجيرات طائرات الهليوكوبتر والهجوم بالأسلحة وانفجارات القنابل البدائية، ومع ذلك تكبد الجانب الأفغانى خسائر أكثر، من حيث حصيلة القتلى من نظيره الأمريكى، حيث تحول الوادى إلى أرض دموية، وفقاً للمسئولين الأمريكيين والأفغان، وعلى ما يبدو انتهى الوجود الأمريكى بشكل مفاجئ صباح أمس الأربعاء.
