مبررات الرقابة فى رفض الأفلام المقدمة لها أحياناً ما تكون مقنعة، وأحيانا تكون لمجرد إرضاء جهات معينة وهذا ما حدث مؤخراً حيث تقدم إلى الرقابة أكثر من 80 فيلما تحفظت على بعضها، وطالبت بإجراء تعديلات على السيناريوهات، بينما رفضت أفلاما أخرى منها فيلم بعنوان «ورطة السبع» للسيناريست حمدى فكرى لكونه يتعدى على المؤسسة التشريعية ويسىء إليها على خلفية كواليس ما يدور داخل مجلس الشعب.
كما رفضت الرقابة فيلم «كلمة السر» تأليف سامح أبوالغار حيث يتطرق إلى موضوع الشذوذ والسحاق بين الفتيات ومرشح لبطولته ماريا وعلا غانم ويخوض فى تفاصيل شديدة الخصوصية عن السحاق ويؤكد على فكرة أنه موجود فى المجتمعات العربية وبين الفنانات والأميرات من مختلف الدول، ورفضت أيضاً فيلم «ابن الرئيس» تأليف يوسف معاطى وكان مرشحا لإخراجه شريف عرفة وكان سيقوم ببطولته محمد عادل إمام لتناوله فكرة استيلاء ابن رئيس دولة على الحكم رغم عدم أهليته وكونه يعيش فى الملذات، وحياته كلها عربدة وسكر، فالفيلم يسىء بشكل مباشر لابن الرئيس، رغم أن السيناريو لم يصرح بأن هذا الرئيس هو رئيس مصر، بل حرص صناع العمل على التأكيد أن أحداث العمل تدور فى بلد وهمى، لكنه مفهوم من السياق والتناول، فالرقابة طلبت من صناعه تعديله لكنهم غيروا فقط اسمه من «ابن الرئيس» إلى «ابن أخت الرئيس» وبعدها إلى «هما يحبوا بعض».
أما فيلم «اغتيال حمار» للسيناريست تيمور سرى فرفضته الرقابة؛ لأنها رأت أنه يسىء إلى الشعب المصرى كله، فالفيلم يرمز بكلمة حمار لكل مواطن مصرى، ويرسخ لفكرة وراثة الغباء أجيالا وراء أجيال للشعب المصرى، ورفضت الرقابة أيضاً فيلم «الصمت» الذى قدمته المخرجة إيناس الدغيدى والذى يؤكد على وجود حالة زنى محارم فى كل بيت مصرى، خاصة فى الطبقة الغنية التى تريد أن تجرب الجديد فى كل مجال، ويتعرض أيضاً للجانب النفسى للسيدات تعيسات الحظ، اللائى يقعن فريسة لتجربة زنى المحارم، وما يترتب على ذلك من آثار نفسية بالغة السوء، وذكريات أليمة تعيش فى الوجدان، وربما تدمر حياة المرأة إلى الأبد.
ومن ضمن الأفلام المرفوضة أيضاً فيلم «خليها على الله» تأليف معوض جودة، ويتعرض إلى مشاكل وأزمات مر بها المجتمع المصرى فى الفترة القريبة، ومن ضمنها قضية هانى سرور وأكياس الدم وقضية القمح الفاسد وقضية الأغذية المسرطنة، لكن السيناريو حسب وصف الرقابة لم ينتصر للمظلوم وانتصر للظالم وللفساد، ورسخ فكرة أن الظلم هو الغالب فى المجتمع المصرى.
«حسن حسين أوباما» لحامد سعيد، ومرشح لبطولته سليمان عيد، اعتبرته الرقابة يسىء إلى الرئيس الأمريكى أوباما، ولذلك تم رفضه ورفضت الرقابة أيضاً فيلم «نمس بوند 2» لطارق عبدالجيل للمرة الثانية؛ لتعرضه للداخلية وإساءته لمؤسسة الشرطة، وفيلم «منتخب مصر» لعباس أبوالحسن؛ لكونه يستخدم أسماء لاعبى منتخب مصر لكرة القدم كأسماء لمجرمين يقومون بعملية سطو مسلح، وإطلاق اسم أبوتريكة على تنظيم عصابى، وأيضاً تم رفض فيلم «تحت النقاب» لعلى عبدالغنى الذى اعتبرته الرقابة فيلما مسيئا؛ لكونه يصف المنقبات بعاهرات يستخدمن النقاب ستارا لممارسات غير أخلاقية.
الدكتور سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة أوضح أن هذه الأفلام بعضها قدم فى عهده والبعض الآخر قدم فى عهد الناقد على أبوشادى، لكن صناع تلك الأفلام تقدموا إلى لجنة التظلمات بطلبات، فأعيد تقديمها فى عهده، ولكن الحقيقة أن بعض هذه الأفلام تم رفضها لكونها تسىء بشكل مباشر وفج لأشخاص أو لمؤسسات.
وتساءل خطاب: كيف نقبل فيلما يصف أفراد الشعب المصرى كله بالغباء، ويرمز لهم بالحمير، وآخر يتناول تفاصيل شديدة الخصوصية عن السحاق والشذوذ، من خلال مشاهد فجه نخجل من قراءتها فما بالنا إذا تم تجسيدها على الشاشة؟ وأضاف أن هناك أفلاماً يتم رفضها تماماً وأخرى يطلب من صناعها تعديلها لتصحيح معلومات خاطئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة