عاشت عشر سنوات من الصبر والألم والترقب والانتظار، إلى أن سمعت الخبر المنتظر، وبعده أعدت العُدة لاستقبال ثمرة فؤادها، وبعد تسعة شهور انضمت (لينا) لسجل المواليد وأعلنت رفضها للحياة مع أول صرخة ، وبعد مرور أسبوع على ولادتها شعرت بأنه من الواجب أن أعمل بلقب ( خالتو منى ) ، وتوجهت على الفور لأرى ( لينا ) وأضع هديتى بجوارها ويأتى اطمئنانى على تلك المخلوقة الجديدة فى المقام الثانى بعد رؤيتى لصديقتى والاطمئنان عليها.
وزيارتى تزامنت مع سبوع ( لينا ) ومع حلقاتك برجالاتك بدأ الاحتفال فى وسط حشد من العائلة والجيران والأطفال، وهذا المشهد ذكرنى بيوم هام........... يوم تنتظره كل فتاة ، فوجه ( لينا ) جعلنى أترك العنان لخيالى وأخاطب نفسى متسائلة : بعد عشرين عاماَ كيف ستصبح الحياة ؟ وسرحت فى ( لينا ) الفتاة التى تنتظر عريساَ ، فما المصير الذى ينتظرها ؟ هل ستصبح عانس ؟ وسيصبح هذا اللقب السائد حينها أو أنها سترفض الزواج تماماَ نظراَ لارتفاع حالات الطلاق، وإذا تزوجت فرضاَ أعتقد أنها ستعيش هى وزوجها مع والدِيها فى نفس المنزل نظراَ لارتفاع أسعار أجور الشقق الصغيرة التى ستصل إلى مليون جنيه وراتب الشاب ( مليون جنيه) وهذا أقل راتب ممكن أن يتقاضاه بعد جهد مضنى فى الحصول على عمل ، لذلك فالعيش مع والدِيها سيوفر الكثير ، وأخشى أن تتمرد عليهما وتطردهما من المنزل.
وإذا سولت لها نفسها أن تشترى سيارة فلا شك ستوفر من مصروف المنزل وتدخل جمعية مع جارتها ( أوشين ) وأدعو ( المولى ) أن لا يكون هناك أزمة فى عصير القصب ، فأعتقد أن السيارة وقتها ستستغنى عن السولار وتبدله بقصب السكر ، وبالنسبة للطعام فسوف يستبدل بأكلات صينية مفتخرة تماشياَ مع الاحتلال الصينى الذى سيصيب بلدنا .
(إسمعى كلام أمك............. وماتسمعيش كلامك أبوكِ .......... إسمعى كلام جدتك).
هى ممكن فعلا تسمع كلام حد؟ أعتقد أنها ستكثر من الوقفات الاحتجاجية فسوف تتحول إلى أسد وتثور من أى شىء لا يعجبها وهذا سيتم داخل منزلها فقط لأنها لن تستطع مواجهة وزير التعليم الذى يحاول جاهدا تغيير التعليم للأفضل وغالباَ سيلغى الثانوية العامة أو ستصبح مرحلة بلا شهادة تؤهل الطالب للجامعة ، ولن تستطع أيضاَ مواجهة الأفلام الثقافية التى ستعرض فى السنيمات بدون حذف أى مشهد من الرقابة وبدون لافتة للكبار فقط، ولن تستطع كذلك مواجهة الطرق الأحدث للزواج ، والسؤال هنا: حينما يشتد عود ( لينا ) وتصبح كاملة الأنوثة كيف تستيطع الخروج من المنزل؟ حيث سيصبح التحرش الجنسى موضة قديمة وسيصبح الخطف والاغتصاب بشكل أسوا مما هو عليه الآن .
وتقبيل ( لينا ) من كل المحيطين بها جعلنى أقول فى نفسى ( اللهم احفظها من أنفلونزا القبلات ) فليس بعيدا أن يصبح العام صيفا طوال العام ، ولانرى أياما شتوية ووقتها تنشر أنفلونزا القبلات ويمتنع أى شخص عن تقبيل الآخر بسبب كتلة العرق التى تغطى وجه أى شخص بسبب موجة حارة نار وارتفاع درجات الحرارة بشكل أعلى من معدلاتها.. وبهذا المشهد ممنوع القبلات الحارة، وأدعو ( المولى ) أن نكتفى فقط بهذه الأنفلونزا ولا يتحول الأمر إلى أنفلونزا ( خلع الملابس ) بالشارع المصرى نظرا لارتفاع درجات الحرارة.
وفجأة دق جرس هاتفى واستقبلت مكالمة أخذتنى من عالمى الخيالى لدقائق وبعد إنهائها سألت هاتفى: ما المصير المنتظر لك كوسيلة اتصال ؟ وهذه المكالمة كانت صاحبة فضل على فى أخذى من تلك الهواجس التى امتلكتنى للحظات ومنعتنى من الاستمتاع بالموغات والملبس ومن الصحبة الجميلة، واتجهت على الفور وقبلت ( لينا ) وأخذت قرارا صارما بالاستمتاع باللحظة الحلوة.
منى شعلان تكتب: ما المصير المنتظر لـ " لينا"؟
الأربعاء، 14 أبريل 2010 09:18 م