فــؤاد قـنــد يــل يكتب "قصــــة مــائــلـة"

الأربعاء، 14 أبريل 2010 12:04 م
فــؤاد قـنــد يــل يكتب "قصــــة مــائــلـة" الكاتب فؤاد قنديل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشيت قليلا فى الشوارع المعوجة
كان المشهد غريبا
العمارات العالية مائلة، والبيوت محنية
تطلعت من جديد
المدينة كلها مختلفة.. عجوز متصابية
أو صبية عجفاء
أدرت عجلة الأفكار
محاولا معرفة السر
تساقطت أفكارى وظنونى
كانت جميعا .. مائلة
لم أجد منها ما يصلح سببا
الأرض أيضا مائلة
البنايات تلعب اليوجا
هل تراها المياه الجوفية .. علا منسوبها ؟
ولو علا .. ما هذا الذى أراه ؟
هل حديد التسليح أصابه الصدأ؟
ربما حدث هذا
وكان عز خارج البلاد
لكن الانهيار هو النتيجة المنطقية وليس الميل
أو ربما المنطق هو المائل
هل تكون رياح عاصفة هى السبب ؟
لم يحدث من قبل ببلادنا مثل ذلك
لعلها صاعقة

الأقرب أنى فى حلم
ها أنذا أضرب الأرض وأضرب وجهى
فى الشارع أمشى ويحيينى الناس المائلون
أنا إذن متنبه ، فى علم ولست فى حلم
غير مستبعد أن تكون قد تغيرت أو انقلبت سبل التفكير
ليس شرطا أن تكون النتائج بنتا شرعية
لمقدمات موضع شك
جربت الحسا ب
لم تعد الأربعة حاصل ضربها فى واحد
بدليل أن مال رجل الأعمال هو حاصل ضرب صفره فى
عدد سنين عمره
لم تعد الاثنان حاصل جمع الواحدين
ربما جمع الواحدين واحد أو ثلاثة أو عشرة
أين الحق والحقيقة؟
ربما العدل غير من أدواته
فتخلص من الميزان المشهور والفتاة المعصوبة
واستخدم بلطة أو سكينا أو دانة
المؤكد أنها السياسة.. لعنة الله عليها
تنافس بكفاءة عالية كل الشياطين
وتنفذ فى كل شىء
من الأخلاق والسياحة والدين
إلى البقالة والعطارة وملابس المحجبات والمنشطات والقمامة
من الطعام والكساء والمخدرات، إلى الجنس والحرب والطب
ومن العملة والموضة والنساء، إلى الأحذية والسلاح
فلماذا لا تتدخل فى شكل العمائر؟!
عمارة على شكل الستة من الأعداد
وثانية تشبه الاثنين
وثالثة تشبه الأربعة
وخامسة تشبه الثمانية
طرفها الذى انحنى كثيرا تساوى مع الطرف الأول

ولمس الأرض

لا . ليست العمارات وحدها المائلة
إنها السماء أيضا والبحار
لا شىء يسقط .. الماء مائل والأرض مائلة
الأشجار مائلة وثمارها تطير خلف العصافير المفزعة
تمضى فى مسار مائل
السيارات والدراجات والأرصفة
النيل والمترو والأهرامات
الأبراج والسجون والهراوات والحدائق والمقابر
الأسوار والجسور
الأحزاب والمدارس ودور السينما والمستشفيات والحانات
المصانع والمسارح والأفلام والكلام
الكلاب والذباب والضمائر
الضباط والجنود والسلطات والسلاطين
الملاعب والجحور وإشارات المرور
النقود أيضا مائلة
الموسيقى مالت أيضا ميلا عظيما مع أنها تخلصت
من شعبان الذى أصبح مذيعا فى تلفزيون الحكومة

الظلال والقلوب والأرواح .. العلاقات والنظرات
من كان يظن أنها تميل ؟.. ومثلها مالت
القبلات واللوحات واللافتات والأغنيات والحيوانات
الآمال والأحلام .. السحاب والأحضان والأوهام
الأفكار العظيمة والمخترعات أيضا مائلة
مثل الخمور وقدور الفول والنبوغ والأفراح
البرد والحر والحب والمال والجمال
الكل مال
فكرت كثيرا بطريقة مائلة تلائم المقام
رأيت أن الناس فى انسجام
كل شىء متسق ومتناغم
وأنا النشاذ
قررت أن أميل وأميل ، ثم ازددت ميلا
فاعتدل العالم ..اعتدل .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة