بينما كنت أقرأ مانشيتات الصحف عند بائع الصحف فى مدينتنا. إذا بشاب يقف جوارى ملامحه تشير إلى أنه فى نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات من عمره، مطلق لحيته وحالق لشاربه. قبل أن ألج فى الموضوع أسجل هنا احترامى الكامل لكل إنسان مطلق للحيته خاصة إذا كان ظاهره مثل باطنه وتطبق أقواله أفعاله - هذا الشاب أخذ يتلفظ بالسباب والشتائم على إحدى صورتين فى صحيفة ما. فوجدت ما حدث منه باعثا لى على مجادلته ومن منطلق أيضا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى حثنا عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم. فسألته على أى الصورتين تقصد. الصورة الخاصة بالسياسى أم الخاصة بالشيخ المعمم؟ فإذا به يجيب بأنه قصد شيخا أزهريا مما أثار تعجبى وقد ظننت أنه سيشير إلى السياسى خاصة أن أحوال البلاد من فقر وبطالة وأوبئة .. الخ أثارت فيه الحمية فتلفظ هذه الألفاظ وإن كنت أنكرها أيضا لأى إنسان – إلا أن مفاجأتى وقعت حين أشار على الشيخ المعمم. ولما وجدته ملتزما بالشكل فقط فجادلته من زاوية دينية فقلت له أو ليس ما قمت به من سباب ينهى عنه الإسلام؟ ثم أكملت له وما بالك حين تسب عالم وقامة مثل قامة هذا الشيخ؟ فبادرنى بقوله إنه خدام للسلطة! فقلت لا يا أخى إنه عالم وفقيه تقى. فرمقنى بنظرة غضب واستهزاء. بصراحة أخافتنى وجعلتنى أنهى حديثى معه. قائلا فى سرى لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم انصرف كل منا لحال سبيله – هذا الموقف أزعجنى وسألت نفسى لم هذا الجحود لعلماء الأزهر؟ ولمصلحة من؟ ولماذا اتخذ هذا الشاب هذا الموقف العدائى منهم؟ ولماذا يتظاهر بالالتزام والتقوى وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفى نفس الوقت يتلفظ بالسباب والشتائم على ورثة الأنبياء؟ ولماذا نجد دائما المتعصبين الجهلاء لا يقوم بما يأمر به الإسلام ألم يقرأ قوله تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) فلماذا أصبح جزءا أتمنى ألا يكون كثيرا من شبابنا يحسن التشدد ولا يحسن التسامح واللين فى الأقوال والأفعال؟ هذه الأسئلة لابد أن يبحث عن إجابة لها علماء النفس والاجتماع ووزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر حتى لا يضيع شبابنا.
عثمان محمود مكاوى يكتب.. لعنة الله على الجاهلين
الأربعاء، 14 أبريل 2010 02:25 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة