بعد أن أثبت نفسه كمخرج تليفزيونى بحث عن ساحة جديدة ليتحدى نفسه، ومن جديد تحداها ونجح فى إثبات أنه فنان من الوزن الثقيل، لكن شخصية الصاوى ليست فقط شخصية الفنان والممثل، وإنما نجد خلف هذه الملامح الحادة والعينين الثاقبتين مفكرا سياسيا وشاعرا مثقفا ومواطنا واعيا، عن كتاباته وآرائه الثقافية والسياسية التقاه اليوم السابع.
كيف بدأ مشوارك مع الكتابة والشعر؟
بدايتى مع الشعر كانت منذ فترة طويلة، وصدر لى مجموعة كبيرة من الدواوين والمسرحيات منها "بعث الخيول 1988"، و"يوميات خلود" وهى مجموعة قصصية عام 1990، ومسرحية "حفلة للمجانين" عام 1991، "وأوبريت الدرافيل" عام 1992 و"نبى بلا أتباع" وهو ديوان شعر عام 1995، ومسرحية "اللعب فى الدماغ" عام 1995، ومسرحية "الدبلة" عام 2006، وديوان "كلام مرسل عام" 2007، و"أجراس" 2009.
حبك للشعر والأدب وكتابتك العديد من الدواوين هل أفادتك فى اختياراتك للأعمال الفنية أو فى أدائها إذا كان هناك دور تاريخى أو دور يحتاج للممثل مثقف وواع؟بالتأكيد، جميع الفنون تفيد العمل سواء أكانت الموسيقى أو غيرها، فهى تفيد فى فهم إيقاع الفيلم والموسيقى التصويرية أيضا، أما الشعر والأدب فينعكس على التمثيل والأداء، فجميع الفنون تخدم بعضها البعض والثقافة عموما تخدم الفن بشكل عام.
ما رأيك فى الوضع الثقافى الحالى بمصر؟
الثقافة التخصصية زائدة عن الحد ليس لها داع أبدا، لأن الثقافة التخصصية هى ثمرة المجتمع الرأسمالى الصناعى، هذا النظام الذى يريد كل واحد منا أن يكون ترسا حديديا فى آلة، وهذا غير صحيح، فلابد أن نفكر بطريقة شاملة، فالشباب يقومون بكتابة اللغة العربية بحروف لاتينية و"بيغلطوا فى الإملاء بالعربى"، فأين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام، فلا نجد دورا للحكومة إلا عندما تطالبنا بدفع المال والمخالفات فقط.
باعتبارك ناشطا سياسيا يساريا ومشاركا فى العديد من حركات التغيير الديمقراطى المصرية وعضو مركز الدراسات الاشتراكية، هل سيصدر لك ديوان شعر سياسى قريبا؟
لا مانع من الفكرة، ولكن أنا أكتب نتيجة انفعال داخلى بعد التأثر بالعوامل الخارجية، فمن الممكن أن يكون انفعالا سياسيا أو انفعالا رومانسيا أو غيره.
لماذا دائما تهتم بالسياسة على الرغم من أنك فنان، والفن والسياسية وجهان مختلفان، ومن المفترض أن الفنان يجب أن يكون غير مسيس؟
لا يقبل أبدا أن يكون الفنان ليس له علاقة بالسياسة، لأن الفنان رجل إعلامى، وله معجبون ومحبون ورصيد لدى الجمهور، وهذه هى المادة التى يجب أن يعمل عليها الفنان، وإلا فسيتحول الفنان إلى شخص تافهة يأخذ ولا يعطى، وهذا هو رأيى الشخصى.
وما الذى يشغل بالك الآن على المستوى السياسى؟
مشكلة الفقر، بالتأكيد فالمستوى المادى للمواطن يتراجع بدرجة كبيرة جدا بسبب الأزمة الرأسمالية العالمية، والحكومات تريد أن تحملنا غلطة سياستهم الفاشلة، وتلقى علينا بكل الآثار السلبية التى خلفتها تلك الأزمة، على الرغم من أن المواطن ليس له دخل فيها، فالمواطن ضحية السياسات الفاشلة.
هل ترى أن هناك حراكا ثقافيا ولو على مستوى القراءة؟
تعدادنا 80 مليون نسمة، من المؤكد أن المواطنين لديهم طاقة للقراءة، ولكن عندما تكون أسعار الكتب مرتفعة والثقافة ثقافة موجهة، والتعليم يعتمد على التلقين، فكيف نجد بعد ذلك ثقافة، لكن لابد ألا نفقد الأمل، فلدينا حضارة وإمكانيات نحتاج فقط إلى تغيير سياسى حقيقى حتى نستطيع دفع عجلة الثقافة وأشياء أخرى كثيرة.
كيف ترى حال المواطن المصرى؟
الحكومات المتعاقبة من بعد عام 1967 ونحن فى حالة من الإحباط الكبير، فالمشروعات القومية توقفت، وأصبح المشروع البديل هو السطحية والتفاهة، وإجهاض أى محاولة للحفاظ على الهوية والطموح فى التنافس على المستوى العلمى.