سؤال يراودنى كثيرا أحيانا اتذكره وأحيانا مع اشتداد حرارة المنافسة على بطولة الدورى أنساه، السؤال هو هو مين بيصرف على أندية الوزارات والشركات الحكومية؟
مما لا شك فيه أن كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى فى مصر بل فى العالم أجمع، فمن منا لا يحب كرة القدم فأكثر من 70% من الشعب المصرى يتابعون أحوال كرة القدم والباقون ينضمون إليهم فى المناسبات والبطولات المهمة.
ولكن مع ارتفاع دخول أندية وزارات وشركات الدولة المصرية إلى مجال كرة القدم لابد أن نقف ونسأل السؤال الذى طرحته من قبل " هو مين بيصرف على أنديه الوزارات والشركات الحكومية ؟
انا لا أرى سوى إجابة واحدة أمامى ألا وهى أن من يقوم بالصرف على هذه الأندية هى وزارات وشركات الدولة يعنى من ميزانية الدولة بمعنى أصح من ميزانيتنا احنا ؟ سواء فى صورة بترول ضايع أو ارباح مستقطعة أو مساعدات من الجهاز القومى للرياضة.
فى الماضى كانت أندية الشركات والوزارات مجرد ترفيه للعاملين ممن يحبون اللعبة، حيث كان هناك ما يسمى بدورى الشركات الذى لا أعلم هل ما زال قائما أم لا وتشارك فيه هذه الفرق على سبيل الرياضة والتنافس الصحى الذى من الممكن أن ينتهى بمكافأة شهر ولا اتنين للاعبى الفريق الفائز.
اما الآن فنسمع أن إنبى ينافس الأهلى على فلان بـ 5 ملايين جنيه وبتروجت يتمسك بوليد سليمان ويرفض ملايين الأهلى والشرطة يدعم فريقه بعدة ملايين والانتاج الحربى يساوم الزمالك بلاعب بعشرة ملايين ...
والسؤال هو اذا كانت هذه الهيئات والشركات تمتلك هذه الفوائض المالية الرهيبة لصرف كل هذه الملايين على لاعبين وكرة قدم ومدربين، فلماذا لا يتم استغلال هذه الفوائض فى بناء مساكن للشباب أو مواجهة فقر قرى الصعيد أو العشوائيات او العلاج لملايين المرضى ممن يعانون من الانتظار أمام المستشفيات الحكومية بالأيام والشهور لينالوا أقل قدر من الاهتمام والعلاج أو... أو... أو....
وإذا خرجت علينا الدولة بالرد المعتاد بأن هذه هى خطة الحزب الوطنى والحكومة فى الارتقاء بالرياضة المصرية فحتى ولو كان الامر كذلك فهل لا توجد رياضة إلا كرة القدم، أين الألعاب الفردية والجماعية الأخرى، ولماذا لا يتبنى أى نادى بترولى أو غيره الألعاب الفردية وتأهيل جيل رياضى قوى قادر على الحصول على ميدالية اوليميبة .
فى تقديرى دخول الشركات هذه مجال كرة القدم ما هو الا لتحقيق شهرة وانجازات لمسئوليها، فمعالى وزير البترول مثلا لا يكفيه أن يقوم بتصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل بأرخص الأسعار ولا يكفيه حصوله هو والعاملون معه على مرتبات وحوافز خيالية لا تتناسب على الاطلاق مع الوضع الاقتصادى للدولة، ليقوم سيادته بصرف ما تبقى على لاعبين بشورت وفانله ويتاجر فيهم.
أتعجب لهؤلاء المسئولين، ألم يشاهدوا مناظر العشوائيات ومناظر الأمهات اللاتى يحلمن فقط بمياه نظيفة أو منزل آدمى.
أنا حائر ومازلت حائرا، وما أعلمه جيدا أننى سأظل حائرا، لأن سياسة حكومتنا الآن هى "ودن من طين والتانية من عجين".
مصطفى سعده يكتب : هو مين بيصرف على أندية الوزارات والشركات الحكومية؟
الثلاثاء، 13 أبريل 2010 10:00 م