(1)
ذبحت بقرطبة مرتين
وفى القدس أيضا قتلت على دفعتين
ولما تعثر مهرى بأطراف (صيدا)
سمعت نداءً .. له بعد صوت صدى:
أيام تقاتل
وتحمل رأسك كالشمعدان أمام القوافل
كل الحروف تموت بسيفين
سيف العدو
وسيف أخيك بأيدى القبائل
فهلاعلمت لماذا أموت على دفعتين؟
(2)
الروم فى نزواتهم
يهوون كالسيل العرام
يتسللون إلى خدور المحصنات
بدار عقبة أو هشام
وبنو العمومة عاكفون
على نسيج اللغو فى دار الكلام
(3)
فى كل حى نصّبوا صنما
تراق له الأضاحى كل عام
فى الجاهلية كان يدعى اللات ،أو هبلا
وبعد الحج صار خليفة
ملأوا يديه مصاحفا
ووراء كل هزيمة نسجوا لعزته وسام
(4)
سمعت المصاحف تبكى
وأنتم جميعا قتيل – رآى – قاتله
وكان اليهودى يسحب ناقته
من قناة السويس إلى طرابلس
قال المؤرخ: تاريخكم كله راحلة
صرختم :تعال المخلص
أدن الفدائى –أفرد ذراعيك للقابلة
تقربت منكم
صرختم: لتاريخنا حرمة هل تباح ؟
وأرض الرؤى تستباح
أما من نبى يذود عن القافلة ؟
(5)
ورأسى ثقيل .. ثقيل من الحزن
أحمله تارة فوق حافر مهرى
وثانية على طرف المقصلة
- وكان صليبى على كتفىّ –
وجئت إليكم أوشوش أسوار عكا
وأطفال صور
صرحتم : نقاتل خلفك حتى نخصبّ بالدم
كل مواسمنا الممحلة
ولما وصلت إلى الجلجلة تلفت حولى
فما كان إلا صليبى .. وذاك اليهودى .. والحبل .. والمهزلة
