أعد الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء دراسة عن المخدرات وآثارها على الاقتصاد المصرى تم الإعلان عنها من خلال جلسات المؤتمر الدولى للإحصاء وذلك للتأثير السلبى للمخدرات على الاقتصاد القومى حيث تستنزف جزءً كبيرا من موارد المجتمع إضافة إلى أن تعاطيها أصبح منتشرا بشكل كبير بين مختلف الطبقات الاجتماعية بصرف النظر عن الظروف الاقتصادية والحالة التعليمية للمتعاطين.
ومن أهم ما أعلنت عنه الدراسة تزايد كميات المواد المخدرة الطبيعية فى سوق الاتجار غير المشروع خلال الفترة من 2000- 2008 فقد بلغ كمية الحشيش المضبوط 12796 كيلو جرام فى عام 2008 مقارنة 525 كيلو عام 2005، فى حين بلغت نسبة الهيروين المضبوطة 212 كيلو جرام فى عام 2008 مقارنة 37 كيلو فى عام 2005.
وأكدت دكتورة سناء عبادة مدير عام الإدارة العامة للدراسات والبحوث الاجتماعية أن حجم صناعة المخدرات فى العالم تزايدت بشكل كبير حيث تبلغ ما يوازى 320 مليار دولار سنويا، وكان أهم الأنواع إنتاجا هو الأفيون واحتلت أفغانستان المقدمة فى إنتاجه حيث أنتجت 8200 طن عام 2007 بما يمثل 93 % من إنتاجه فى العالم.
وأشارت دكتورة سناء أن من أهم الأثار الاقتصادية السلبية للمخدرات تأثيره على عائدات الدخل القومى فقد بلغ حجم الإنفاق على المخدرات عام 2008/ 2009 حوالى 27 مليار جنيه مقارنة بالاستثمارات المنفذة لبعض القطاعات المهمة مثل المياة 10 مليار جنيه والكهرباء 12 مليار جنيه وحوالى 7 مليار جنيه على الزراعة والرى مضيفة أن من الآثار السلبية الأخرى للمخدرات على الاقتصاد القومى تحمل الاقتصاد لنفقات المكافحة والوقاية والعلاج بالإضافة إلى تأثير المخدرات على ميزان المدفوعات حيث إن قيمة المخدرات تتم بالعملات الأجنبية.
واستعرضت دكتورة عبادة واقع المخدرات على المستوى المحلى والعالمى وكانت أهم المؤشرات هى أن المكسيك وكولومبيا هما أكبر دولتين فى مضبوطات الحشيش حيث تم ضبط 30.2 %من إجمالى مضبوطاته فى العالم و20.1% فى أمريكا، فى حين أن إيران هى أكبر دولة فى مضبوطات الهيروين بنسبة 82.2% من إجمالى إنتاج العالم، وجاءت كولومبيا كأكبر دولة فى مضبوطات الكوكايين حيث تم ضبط 27.5 % من إجمالى مضبوطات العالم.
وأضافت دكتورة سناء أن المضبوط فى مصر لا يتعدى 0.1% من إجمالى المضبوطات فى العالم، ولذلك ترى أن واقع المخدرات على المستوى المحلى أفضل بكثير من المستوى العالمى، أما بالنسبة لأعداد متعاطى المخدرات على مستوى القارات عام 2008 فقد بلغ حوالى 90 مليون فى قارة آسيا وتأتى بعدها قارة أفريقيا حوالى 50 مليون متعاطى مخدرات.
وتتلخص توصيات الدراسة فى عدة نقاط أهمها التوعية بأخطار المخدرات فى وسائل الإعلام ومراعاة الحزم فى عدم صرف العقاقير المخدرة إلا بتذكرة طبية معتمدة وكذلك التعامل مع المتعاطى باعتباره مريضا وليس مجرما.
أما فى المجال الأمنى فتوصى الدراسة بالقضاء على المساحات المنزرعة بالنباتات المخدرة ومكافحة عمليات غسيل الأموال الناتجة عن الاتجارغير المشروع فى المخدرات، والتعاون الدولى فى تفعيل وتطبيق القوانين المرتبطة بالمخدرات بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات الكافية لتيسير التعاون الدولى الفعال عبر الحدود فى مجال المكافحة.
دراسة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن المخدرات تؤكد:27 مليار جنيه حجم الإنفاق على المخدرات فى مصر عام 2009 وتوصى بعدم صرف العقاقير المخدرة إلا بتذكرة طبية
الإثنين، 12 أبريل 2010 01:33 م