أحمد خيرى يكتب: ابعد عن هذه السيدة

الإثنين، 12 أبريل 2010 01:08 م
أحمد خيرى يكتب: ابعد عن هذه السيدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ زمن عندما بدأت أعرف وأتذوق الحياة، جذبتنى هذه السيدة إليها منذ الإعدادية، وبدأت عيناى تتعلقان بها، وازداد تعلقى بعد دخولى الجامعة وتعلقت بها أكثر وأكثر بعد التخرج واندماجى فى الحياة.. جميلة وفاتنة كنت أرآها فى كل مكان فى الشارع، والأتوبيس والأسواق، كانت تجذب الجميع برشاقتها وضحكتها، بهرتنى، رأيتها فى مصر كانت محجبة، ولكن حجابها يظهر مفاتنها.. رأيتها فى المصيف تخطف العقول والأبصار.. رأيتها فى عملها ضحكتها عالية وصوتها رنان، وهى سبب وقوع المدير والموظفين فى الخطأ، والرشوة والاختلاس، والنصب والنفاق.. سيدة واثقة من نفسها وتشعر وتعرف أنها جميلة وسلاحها ليس له سلاح مضاد، وتعرف أنى ضعيف مثل غيرى أمامها..لاحظت جدتى ما أنا فيه، وحكوا لها عن خيبة بن بنتها(أنا) الثقيلة وتعلقه، وحبه وشغفه بهذه السيدة، نادتنى جدتى، وهى غاضبة، وقالت وحكت الكثير عن هذه السيدة، وأن كثيرا من الناس عقوا وتركوا أمهاتهم بسبب هذه السيدة.. وكثير من الناس من قتل والده حبا فيها، وكثير من الناس من سرق ونهب ونصب بسبب هذه السيدة، والكثير والعياذ بالله قد كفر بالله لتمسكه ومجادلته وتناطحه وحبه الأعمى لهذه السيدة..

وكثير من الجرائم ارتكبت، ومازالت ترتكب بسبب هذه الفاتنة، واسأل الكثير ممن عرفوها قبلك.. استمرت جدتى تحكى وتنصحنى ثم قالت على رأى المثل.. إن كنت عاوز تمص قصب مص من النص.. وإن كنت عاوز تتجوز خد رفيعة الوسط.. ضحكت وقلت لها إنك لا تحبين السمين، ولم أفهم ما تقصده جدتى.. ومرت الأيام وسافرت واتغربت فكانت معى هذه السيدة..

رأيتها فى هولندا وألمانيا وبلجيكا وإنجلترا فى كل مكان ذهبت إليه وكانت موجودة معى فى مصر..ارتميت فى أحضانها كما ارتمى الكثيرون، ونسيت نفسى كما نسى الكثيرون أنفسهم، فأنا ضعيف ضعيف أمامها وأعترف بذلك فهى جميلة ناعمة تشدك إليها، وأنت لا حول لك ولا قوة، أريد أن أنزع نفسى منها، وهنا تذكرت ما قالته جدتى وما كانت تقصده برفيعة الوسط أى التى تستطيع أن تتحكم فيها، تملكها فى قبضتك وتلقيها متى وكيفما شئت، سهلة الامتلاك، وسهل الإقلاع عنها.. لا تشغلك ولا تستعبدك ولا تلهيك ولا تغرك وتمنيك.. فهى سيدة لا تساوى شيئا.

جعلت سيدنا عمر بن الخطاب يبكى ليلا حتى ابتلت لحيته، ويقول لها غرى غيرى غرى غيرى، وأنا أطلب منك يا رب وأدعوك أن تجعلنى قويا أمام هذه السيدة..عزيزى هذه السيدة هى الدنيا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة