عندما كتب الروائى الفرنسى الأشهر "بلزاك" جملته المشهورة (خلف كل ثروة جريمة) لم يكن يتجاوز حدود الواقع مع أنه لم يكن يقصد أثرياء مصر بالتأكيد بالرغم من أن هذا القول العبقرى يصدق تماما على بعض الأثرياء، نقول على "بعض" وليس على "كل" الأثرياء الذين ابتليت بهم أرض مصر، فعندما تفتح التليفزيون على برنامج "توك شو" وتجد مقدمة البرنامج الجميلة تدير حوارا ذكيا و"محايدا" بين كاتب صحفى ومحامى أحد (رجال الأعمال) المتهم بقتل مواطن للاستيلاء على قطعة أرض، عندما ترى الكاتب الصحفى يطلب من محامى المتهم بالتحريض على القتل أن يتقدم للرأى العام بكشف يوضح فيه أصول ثروة موكله تتصور أنت كمشاهد أن يفرح المحامى ويسرع بتقديم أصول ثروة موكله المتهم بالتحريض على القتل لكن محامى المتهم بعد أن وافق على طلب الكاتب الصحفى وتعهد بتقديم كشف بأصول ثروة موكله المتهم أمام الآلاف الذين يتابعون البرنامج لكنه سرعان ما تراجع مراوغا ومتهربا من تقديم كشف بذمة موكله يبين فيه أصول ثروته.
حدث هذا بين الكاتب الصحفى "سعيد شعيب" ومحامى المتهم بالتحريض على القتل "مهدى عويس"، ومع أنى أعرف "سعيد شعيب" منذ كان طالبا وأعرف مدى نزاهته كشخص قضى عمره فى الدفاع عن قضايا الوطن معرضا نفسه لكثير من المشاكل التى كانت يمكن أن تحد من وجوده ككاتب صحفى لكن "سعيد شعيب" ظل كاتبا مدافعا عن قضايا الوطن بنزاهة وأمانة وكفاءة مهنية يشهد له بها الجميع، وقد ارتبك كثيرا محامى المتهم بالتحريض على القتل وهو يتراجع عن تعهده، وكان المشهد على الشاشة مضحكا، لكنه كان ضحكا كالبكاء، فقد كان "سعيد شعيب" يلعب دور المفتش "كرومبو" عندما يواجه أحد المتهمين، وبنفس طريقة المتهمين الذين يحاول المفتش "كرومبو" كشف المجرم من بينهم حاول محامى "مهدى عويس" المتهم بالتحريض على القتل وبسرقة المفتش "كرومبو" نفسه، ضحكت كثيرا عندما كان "سعيد شعيب" يلعب دور "كروبو" فى كشف سارق "كرومبو" حتى يعيده إلى صاحبه الأصلى بعد اتهام "مهدى عويس" بسرقته.
قرأت فى موقع "وكالة سرايا نيوز" وهى وكالة إخبار أردنية عربية تنشر آخر الأخبار المحلية والدولية حوارا لمبتكر شخصية "كرومبو" ومحرر الوكالة يسأله: "كيف جاءت معرفتك بعائلة المهدى؟" فيرد مبتكر "كرومبو" قائلا: "معرفتى بعائلة المهدى بدأت منذ عامين عندما عرفنى عليها صديق مشترك لأنهم كانوا يفكرون فى تطوير محطاتهم عن طريق شركتى " TIME LINE " وبالفعل قمت بضبط بعض اللوجوهات الخاصة بهم، وكان يعرض وقتها مسابقة كرومبو على أكثر من 12 محطة فضائية وعندما علموا بأمرها طلبوا منه شراء المسابقة حصريا على قنواتهم فقط، ولكنى رفضت وفوجئت بعد ذلك بطرح مسابقة مزيفة لكرومبو بعد أن لجئوا لأحد المحامين الذى نصحهم بتسجيل الشخصية فى وزارة الثقافة فى شعبة السيناريو، وكنت قد قمت بتسجيل الشخصية فى شعبة حقوق المؤلف وهى جهة أخرى تابعة لوزارة الثقافة أيضاً.. بعدها نفذوا حلقات جديدة للمسابقة، ولكن بشخصيات مختلفة، ومن هنا بدأ النزاع لأن المهدى طمع فى شخصية كرومبو وسرقها منى علشان يحقق جماهيرية لقنواته.
أما عن اتهام المدعو "مهدى عويس" بالتحريض على القتل فقد نشرت جريدة "اليوم السابع" النص الكامل لتحقيقات نيابة جنوب الجيزة الكلية مع "مهدى عويس عبدالعظيم أحمد"، رئيس قناة "بانوراما دراما"، فى القضية رقم 32097 لسنة 2009 جنايات الجيزة والتى نسبت إليه النيابة بعد تحقيقات طويلة، استمرت ثلاثة أشهر متتالية، تهمة الاشتراك بالاتفاق والمساعدة والتحريض على قتل المواطن "أسامة فتحي" حيث تكشف الأوراق، التى تزيد على 150 صفحة، سيناريو غريبا لارتكاب جريمة القتل يفتقد منفذها ومخططها لأى مشاعر إنسانية، بدأت على خلفية صراع قديم على قطعة أرض رقم 79 بشارع محمد متولى الشعراوى بمنطقة الهرم -تصل مساحتها إلى 4200 متر بين "مهدى عويس عبدالعظيم"، صاحب قنوات "بانوراما دراما"، والمجنى عليه أسامة"، الذى نجح فى الحصول على حكم قضائى قبل شهور قليلة يثبت أحقيته فى الأرض، وبدأ على أساس ذلك فى إنشاء سور خراسانى حول الأرض استعدادا لبناء عقار سكنى، بعد أن دخلت الأرض فى التخطيط العمرانى الجديد ضمن نطاق "كردون المباني"، غير أن "مهدى عويس" لم يترك المجنى عليه يهنأ بقطعة الأرض، وحسبما جاء بأوراق التحقيقات التى أشرف عليها "محمد صلاح حافظ" وكيل نيابة جنوب الجيزة، أن "عويس" خطط لطرد المجنى عليه وأسرته من الأرض عن طريق نقل عشرات من رسائل التهديد للمجنى عليه وأسرته مفادها ترك الأرض وإلا القتل، وما كان من المجنى عليه وأسرته إلا تقديم بلاغ إلى قسم شرطة الهرم فى 21 يوليو من العام الماضى تحت رقم 10196 إداري، طالبوا فيه بحمايتهم، لكن النتيجة انتهت إلى قتل المواطن "أسامة" وترك أرملته وأبنائه الأربعة يواجهون القتلة حتى بدون مساعدة المفتش "كرومبو" الذى تمت سرقته هو نفسه حسبما أكد مبتكر الشخصية.
وقد لاحظ الجميع فى الآونة الأخيرة أن البعض من "رجال الأعمال" المتهمين بجرائم ما يمتلك قناة فضائية إما لاستخدامها فى "غسيل الأموال" لارتفاع جبل ثرواتهم الملوثة وإما فى "غسيل سمعتهم" التى هى أكثر تلوثا من ثرواتهم لدرجة اتهامهم بالتحريض على قتل المواطنين والاستيلاء على شبر الأرض الذى يبنون فيه بيوتهم أو قبرا لموتاهم.
ولأننا – كمواطنين – ليس لنا من يحمينا إلا القانون والقضاء العادل والنائب العام ممثلا لنا جميعا فنتوجه إلى السيد الفاضل المحترم عدالة النائب العام فى التحقق الكامل والتام الذى يرضى ضميره وعدالته من ثروات كل صاحب ثروة يتهم بالتحريض على قتل مواطن أو بمحاولة غسيل أمواله وسمعته حتى لا تكون مصر المحروسة دولة يسيطر عليها العصبجية والقتلة.
كاتب وروائى مصرى .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة