فى كتابه " كنتم عايشين إزاى؟ "الصادر حديثا عن مركز الأهرام للنشر والترجمة يتناول شريف قنديل الإجابة عن السؤال الذى يردده الناس كل يوم " كنا عايشين إزاى قبل التليفون المحمول والكمبيوتر والإنترنت ووسائل الاتصال الجديدة؟.
ويمزج قنديل فى الكتاب بين العلم والأدب حيث يجول بين المخترعات التى غيرت حياة الإنسان وقلبتها رأسا على عقب، وقد اشتق المؤلف عنوان الكتاب من سؤال طرحه نجله عليه عندما كانا يتحدثان حول التلفزيون والثقافة التى يوفرها، وحينما أخبر الكاتب ابنه أن التلفزيون لم يكن موجودا فى منزلهما، سأله "كيف كنتم عايشين؟".
ويشير المؤلف إلى أنه سؤال صادق، وكاشف، فالجيل الذى ولد فى عالم تقنى لا يستطيع أن يستوعب تلك الأنماط التى كانت سائدة قبل مولده؛ بل لعل الأجيال القديمة هى الأخرى لا تستطيع أن تستوعب الأدوات والتقنيات التى يستخدمها الأولاد والأحفاد، ويصبح السؤال موجها إلى الجيل الجديد: طيب وإنتم عايشين إزاى، أو يصبح السؤال بالنسبة لأجيال لم تولد بعد: هيعيشوا إزاى؟
ويحتوى الكتاب عدة مقالات تتناول تاريخ الإتصالات ويوم دخول الراديو والتلفزيون إلى المنازل، ثم ظهور تقنية الريموت كنترول، والتلغراف، وعالم الإنترنت، ويرصد الكتاب أثر تطور التكنولوجيا على أنماط حياتنا.
حيث يؤكد المؤلف أن أجدادنا الأولون عاشوا فى كهوف أو فيما هو أسوأ، ولم ينعموا بوسائل فعالة حقا للاتصال ببعضهم بعضا فى العصور القديمة، والأجيال الحديثة وحدها هى التى استخدمت آلة كهربائية، واستمعت للراديو، وشاهدت التليفزيون، واستخدمت التليفون، واستمتعت بتقنيات مبهرة.
ويضيف المؤلف أن التطور التكنولوجى كان حتميا فى ظل أعداد البشر المتزايدة بمتوالية هندسية، حيث قل نصيب الفرد من الأرض والموارد.
ويتناول الكتاب تعريف العلوم والتكنولوجيا فالعلم هو "المعرفة المنهجية"، القائمة على الملاحظة والتجريب والفهم، هو تأصيل وتفسير ملاحظاتنا لما يجرى حولنا من ظواهر أو حقائق فى إطار نظريات مترابطة تشكل "العلوم".
أما التكنولوجيا فهى "التطبيقات العملية للعلم والمعرفة"، هى القدرة التى تعطيها لنا العلوم للتعامل مع الحياة حولنا، ويعنى ذلك استخدام الأساليب والأدوات والآلات المبنى على المعرفة العلمية وتطبيقها فى مختلف الجوانب الحياتية.
يسجل الكاتب فى مزيج علمى أدبى انطباعاته الأولى عن دخول الراديو إلى منزله، فيقول:
"كان الجهاز أسود اللون، ضخما، مهيبا، تصدر بهو المنزل، ووضع فى مكان مرتفع لسببين فيما أعتقد، أولهما أن يكون ظاهرا للضيوف، وثانيهما ليكون بعيدا عن متناول أطفال الأسرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة