أكد الدكتور محمد منير مجاهد، نائب رئيس هيئة المحطات النووية فى تصريحات خاصة لليوم السابع أن الحديث عن مخاطر إقامة المحطة النووية بالضبعة هو مجرد كلام غير علمى ويحمل فى طياته اغتيال للحلم النووى عن طريق إثارة الذعر عند الناس.
قال مجاهد: لا توجد خطورة من إقامة 20 محطة نووية فى ظل القانون النووى الجديد والذى شرّع على وجود هيئة رقابية مستقلة تقوم بالرقابة على الأنشطة النووية.
وأكد أن الضبعة أنسب الأماكن مائة فى المائة وهذا ما أثبته الاستشارى العالمى "وارلى بارسونز" موضحاً أن هناك دراسات مكثفة أيضا على منطقة النجيلة لأن المشروع النووى ضخم ويحتاج أكثر من منطقة مناسبة.
وانتقد مجاهد بشدة ما أثاره البعض من أن وزارة الكهرباء تستقى معلوماتها عن الأمان النووى من السيدة آن لوفرجون مديرة شركة «اريفا» لبناء المحطات لنووية، مؤكداً استقاء المعلومات من الخبراء المصريين العاملين فى الهيئات النووية المصرية، فمنذ توقف البرنامج النووى فى عام 1986 لم تتوقف الدراسات والمتابعات لتطور المحطات النووية من كل النواحى بما فيها بالطبع الأمان النووى.
وعن المحطات النووية التى تم إيقافها بشكل نهائى بقرار من الجهة المشغلة، قال، إن ذلك جاء لتكهينها لأنها استنفذت عمرها الافتراضى Decommissioned، أو إيقافها بشكل مؤقت من قبل جهة الرقابة النووية لتدعيم إجراءات الأمان بها وفى الحالين فليس فى هذا ما يسئ للصناعة النووية فهى كأى صناعة أخرى تعتمد على منظومات لها عمر افتراضى، وتسعى للتطوير الدائم.
وقال مجاهد: لقد عدت تواً من مؤتمر دولى عن الطاقة النووية نظمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى أبى ظبى خلال الفترة 14-18 مارس 2010، وشارك فيه 325 خبيرا من 65 دولة و8 منظمات دولية وقد وضح من خلال هذا المؤتمر أنه يوجد ازدهار كبير فى الطلب على المحطات النووية"، فمثلا تم إعطاء رخصة تمديد عمر 48 مفاعلا إلى 60 سنة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يعادل إضافة نفس القدرات لمدة 30 سنة أخرى ومن المتوقع استكمال العدد إلى 85 مفاعلا، وقد بلغت الطلبات التى تقدمت بها الشركات الأمريكية العاملة فى توليد الكهرباء لإنشاء وتشغيل مفاعلات جديدة داخل الولايات المتحدة 12 طلبا، وحصلت شركة إكسلون الأمريكية على أول تصريح مبكر لموقع محطتها النووية فى "كلينتون" لإنشاء مفاعلات جديدة.
إضافة لهذا فقد أعلنت اليابان خططا لبناء 11 مفاعلا، وتعتزم جنوب أفريقيا زيادة قدراتها النووية، لتصل مشاركة الكهرباء المولدة نوويا إلى 30% عام 2030 بدلا من 6% حاليا، كما أن بريطانيا قد تراجعت عن قرار تجميد إنشاء محطات نووية جديدة وهناك برنامج نووى طموح يجرى تنفيذه حاليا.
ومن المتوقع إضافة محطات نووية بقدرة إجمالية 16 جيجا وات وسيدخل أولها الخدمة بحلول عام 2017، وقد أعلنت إيطاليا أنها ستسير على نفس الطريق، وفى الحقيقة أن أكبر مخاطر إعاقة مخططات الدول النامية فى إدخال الطاقة النووية هو ذلك الازدهار فى الصناعة النووية، لأنه من المتوقع أن تكون للدول المتقدمة أولوية عند طلب محطات نووية جديدة ونظرا لمحدودية المصانع القادرة على إنتاج الأجزاء الرئيسية فى مفاعلات القوى النووية فسيكون على هذه المصانع ترتيب أولوياتها طبقا للتعاقدات.
وأنهى "مجاهد" حديثه قائلا أن لديه أمل قبل الرحيل عن منصبه الرسمى فى أن تسيطر مصر على مفردات دورة الوقود النووى من خلال برنامج شفاف وعلنى بدءا من استخراج اليورانيوم حتى التخلص الآمن من النفايات النووية بما فى ذلك الإثراء وإعادة المعالجة.
