فى مصر وحدها ودون غيرها لا مكان إلا للديمقراطية الزائفة، إن قمع وضرب وسحل أفراد حركة شباب 6 أبريل بهذا المنظر الفاجع للقلوب والضمائر، بلا أى ذنب يذكر سوى مظاهرة سلمية باللافتات الورقية يعبرون فيها على احتجاجهم الرافض على ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد من فساد وإفساد لهو أمر يدعو إلى الدهشة والعجب.
ففى مصر وحدها ودون غيرها وفى الوقت الذى لا يعاقب فيه أبداً مستوردو الدم الفاسد أو مستوردو المبيدات المسرطنة أو نائبو القمار أو قاتلو الراقصات أو غارقو العبارات أو سارقة البنوك أو المستولون على أراضى الدولة وأموال التأمينات، نجد أشد الفتك والعقاب والمحاسبة والمساءلة لشباب فى عمر الزهور اليانعة كانت جريرتهم سعيهم وبشرف للتعبير عن رأيهم بطريقة سلمية حضارية مهذبة لم تؤذ أحدا البتة.
ففى الوقت الذى أستطيع فيه وبكل سهولة التواصل مع أوباما أو أنجيلا ميركل أو ساركوزى عبر صفحات الفيس بوك أو الماسنجر مازال النظام يعامل الشباب فى هذا البلد معاملة المماليك بالعصا لمن حاول حينا التعبير عن رأيه فيما آلت إليه أوجاع الوطن، لماذا لا يفتح النظام ذراعيه لشبابه من معارضيه قبل مؤيديه فى ظل معركته السياسية القادمة وفى مشهد أبعد ما يكون على الذكاء السياسى يتم ضربهم وسحلهم وتعذيبهم واعتقال العشرات والمئات منهم، إن فى هذا لما يدعو إلى السخرية، ففى ذات الوقت الذى يتجه فيه العالم بأسره نحو الديمقراطية والتعددية الحزبية وتفعيل دور المؤسسات والرقابة واستقلال القضاء، نعيش نحن فى العصور الوسطى الظلامية من قمع وتعذيب لكل من حاول معارضة النظام أو إبداء رأيه بحرية، فما الفرق بيننا وبين الصومال وإريتريا وأثيوبيا إذن.
لن تستقيم للبلد قائمة طالما أن الإصلاح السياسى فى غرفة الإنعاش، فالإصلاح السياسى مرتبط بحياتنا اليومية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وصحة وأمن، فحينما اختار بديمقراطية وحرية من يمثلنى فى البرلمان وفى الوزارة وفى الرئاسة، حينها فقط سيصبح عرضة للمساءلة والرقابة، وسينصلح حال الوطن، لأنه فى هذه الحالة سيكون ولاؤه لا للنظام الذى عينه ولكن للناس الذين انتخبوه واختاروه لتمثيلهم نيابيا ووزاريا،
وستكون الكفاءة هى المعيار الأوحد للاختيار وعليه سيقوم باختيار معاونيه وبالتالى ستتجدد شرايين الوطن من التنمية والنهضة الشاملة لكل مناحى الحياة بما نستعيد به مكانة لائقة بين أمم سبقتنا، وأصبحنا نلهث وراءها لهثا، ولن تجدى آلة العنف ضد شبابنا إلا مزيدا من المعارضة ولن تكرس إلا مزيدا من الكراهية للوطن، يا سادة إن تفعيل الديمقراطية
فى التعبير عن الرأى بحرية هو الحل الوحيد على طريق أى نهضة شاملة بدلا من ترديد النغمة مترامية الأطراف " بتهمة إثارة الشغب".
هشام عارف عبد الراضى يكتب: ليست إلا مظاهرة سلمية.. باللافتات الورقية
السبت، 10 أبريل 2010 10:06 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة