محمد عبد القادر يكتب : ضد الإضراب

السبت، 10 أبريل 2010 01:23 م
محمد عبد القادر يكتب : ضد الإضراب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اكتسبت الدعوة لإضراب 6 أبريل صدى واسعا داخل الشارع المصرى منذ العام 2008، والذى تم توصفيه إعلاميا وقتها بـ (يوم الغضب) الشعبى؟!، ذلك الوصف الذى نال كثيرا منه، حيث اختزلت فعالياته فقط على بعض المشاهد التظاهرية السلبية أكثر منها إضرابية مجدية، وأضرب المضربون عن الإضراب، حيث انعدام الرؤية للهدف والمضمون وافتقاد الإيمان فى تحقيق التغيير.

وفى تقديرى أنه لا بد لنا أولا من استبيان واستيضاح الفرق بين التظاهر، الذى هو يعنى التجمع للإعلان عن الرضى أو السخط على أمر ما.. وبين الإضراب المعبر عن الكف عن العمل حتى تجاب المطالب. ذلك الفرق بين المعنيين هو ما يعنى أنه يمكننا وببساطة شديدة الدعوة مثلا إلى وقفة إضرابية عن العمل، كل داخل مكان عمله ولو لمدة دقيقة واحدة إعلانا عن موقف معلن تجاه قضية ما، ذلك دون خسارة أرواح أحد أو النزول للتجمهر فى الشارع والدخول فى مصادمات تضر أكثر منها تفيد.. أو الجلوس بعيدا فى المنازل مشاهدين صامتين، لا أحد يعلم لماذا جلسنا ولا ينتبه لجلستنا حتى؟!.. ولنتخيل سويا مدى تأثير توقف العاملين بكافة مؤسسات الدولة (حكومية أو خاصة) لمجرد دقيقة واحدة عن العمل؟!.

هكذا يجب وأن يكون الأمر.. بعيدا عن أية دعوة عشوائية تأتى دون وعى وتنظيم أو تخطيط وإدراك لأبعادها وجدواها وتأثيراتها..بعيدا عن أى عمل يقتصر وينحصر الهدف منه النيل وعن طريق الخطأ من مكانة الشعب والوطن على حد سواء. بعيدا عن جميع دعوات الاختفاء والانزواء داخل منازلنا "ماتروحش الشغل..خليك فى البيت"، فلماذا الجلوس ونحن لدينا حق تعبير يكفله الدستور لكل مواطن؟!.. لماذا الاختباء ونحن مقتنعين بعدالة مطالبنا؟!.

وهنا سيأتى من يسأل: ومن الذى سيعطي لنا هذا الحق فى التعبير؟!، والجواب: ولماذا ننتظر من يمن علينا به؟. لكن لابد قبلا وأن تكون مطالبتنا له ولكافة حقوقنا الأخرى بالطريقة التى تحفظ لنا كرامتنا وكرامة الوطن، حتى لا يستغله أحد فى إبراز صورة غير حقيقية له كما حدث قبلا، عندما استغلت مجموعة من (الفضائيات) الحدث وصورته على أنه انقلاب وانتفاضة شعبية على غرار ما وصف تاريخيا ب (انتفاضة الحرامية)؟!.

نهاية فإنه يجب وعى وإدراك أن الأمل فى الاستجابة للمطالب الشعبية (الشرعية) لا بد وأن يسبقه عمل شرعى جاد.. واضح ومعلن.. صريح ومنظم.. يتشارك فيه الجميع وليس فئة أو طبقة بعينها. عمل تتوافر له صفة الاستمرارية وفق مراحل انتقالية محددة، كذا ضمان تعدد أشكاله ورسائله الموجهة للمسئولين، من خلال النفاذ إلى كافة وسائل الإعلام والاتصال.عمل يشمل مطالب وأهدافا محددة غير قاصر على مجرد شعارات مفرغة المضمون متضاربة الأهداف غير مجدية الفعل. عمل لا يتم اختزاله فى كونه مجرد تصرف عشوائى من قلة طائشة ضلت طريقها وخرجت عن الجمع..أو عمل أهوج جاءت به مجموعة من المختلين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة