صدر حديثا عن دار العين للنشر كتاب "لماذا يصفق المصريون؟" للكاتب الدكتور عماد عبد اللطيف.
الكتاب يقع فى 236 صفحة ويتناول تاريخ ظاهرة التصفيق فى التواصل الجماهيرى فى المجتمع المصرى المعاصر، ويقول عنه المؤلف "عنوان هذا الكتاب هو لماذا يصفق المصريون؟، فهل بالفعل يصفق المصريون؟ الإجابة السريعة المباشرة عن هذا السؤال هى نعم، المصريون يصفقون كثيرا وبحرارة بما لايقل على الشعوب الأخرى، ومن المؤكد أن الشخص الذى يجلس أمام شاشة تلفاز مصرية لمدة يوم واحد سوف يتولد لديه انطباع بأن التصفيق ممارسة محبوبة لدى المصريين فهم يصفقون فى الاجتماعات واللقاءات العامة وداخل قاعات الدرس وفى ساحات اللعب وصالات الرقص، كما يصفقون أثناء الأغانى والخطب والأناشيد، باختصار يصفق المصريون فى معظم تجمعاتهم الرسمية أو الشخصية الترفيهية أو الجادة لكن ذلك لا يعنى أن كل المصريين يصفقون وفى الواقع توجد شرائح ضخمة من المصريين لا تشترك فى طقس التصفيق العاصف وبعضهم ربما لم يمارس التصفيق ولو مرة واحدة فى عمره.
ويضيف: لقد صفق المصريون طويلا فى الخمسينات والستينات للوحدة العربية والقومية العربية ولعدم الانحياز، والتهبت أكفهم بالتصفيق كلما ذكر اسم نهرو أو تيتو أو خروشوف، وفى السبعينات صفق المصريون لقتال إسرائيل وتحرير الأرض والصلح والسلام ثم صفقوا كلما ذكر اسم كيسنجر أو كارتر أو نيكسون وفى السنوات الثلاثين الماضية صفق المصريون لاستقلال مصر وأمنها والتهبت أكفهم بالتصفيق كلما ذكرت مجهودات رجل الأمن، فالحفاظ على الأمن والاستقرار، وهكذا كان المصريون فى معظم حالات تصفيقهم يشعرون تماما بنبض حاكمهم ويهرولون لتلبية ما يأمل فيه ويرضى عنه، وكان التصفيق هو الفعل الرمزى الذى ينقل للحاكم مشاعرهم ومواقفهم، إذن التصفيق إعلان قاطع عما يكنونه من مشاعر الاستحسان لحاكمهم يكشف له الى أى حد هم متيمون بكل ما يفعل ويقول، وكم يؤمنون بأن كل فعل يفعله وكل كلمة تصدر منه لا تصدر عن الهوى بل هى الكمال فى ذاته تستأهل كل احتفاء وتقدير.
الكتاب يحوى فصلين وهما "التصفيق بين الحرية والقهر، الرضا والغضب، الفرح والحزن "وفصل آخر بعنوان "التصفيق فى الخطب السياسية المصرية المعاصرة".
"عماد عبد اللطيف" باحث أكاديمى، درس بجامعتى القاهرة ولا نكستر الإنجليزية وحصل على درجة الدكتوراه فى تحليل الخطاب السياسى المصرى المعاصر، حاضر فى جامعات مصرية وبريطانية ونرويجية ونشر عددا من الدراسات بالعربية والإنجليزية حول العلاقة بين البلاغة والسلطة ونقد الخطابين السياسى والدينى واستجابة الجماهير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة