محمد الدسوقى رشدى

البرادعى.. أرجوك تبرأ من مؤتمر أنصار الكويت أو عاقبهم

السبت، 10 أبريل 2010 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن الألفاظ على شاكلة التغيير والتطوير والتطور مرت عليها أستيكة وشطبتها من القواميس المصرية.. سواء كان قاموس الحكومة أو قاموس الناس أو حتى قاموس المعارضة الذى يقتصر ذكر التغيير فيه على الكلام فقط، وليس الفعل دون أن يأتى على ذكر مفهوم التطوير والتطور.

ما هى جدوى تلك الفلسفة الموجودة فى السطور السابقة والتى قد تجدها فارغة؟ أقولك أنا..

منذ بدء سرد حدوتة البرادعى خلال الشهور الماضية وحالة الهدوء الأمنى تثير إعجاب الجميع، وتشير إلى أن العقل الأمنى المصرى قد أصابه بعض من التطور وقرر أن يتنازل عن نظريات السحل والضرب والاعتقال والتهديد، وحينما عاد البرادعى واستقبله الناس فى المطار دون تدخل أمنى أصبحت هذه الرؤية محل نقاش جاد، وحينما قرر البرادعى النزول إلى الشارع وزيارة الحسين والمنصورة تحولت هذه الرؤية إلى شبه يقين لدى الناس بأن الجهاز الأمنى المصرى قد تطورت عقليته ولن نسمع مرة أخرى أخبار عن تلك الاعتقالات العشوائية وذلك التوتر الذى يصاب به البلد بلا معنى وقت تنظيم مظاهرة أو مسيرة أو اعتصام.. ثم جاء 6 أبريل وعاد الضرب وعاد الاعتقال لنضع نقطة ونعود إلى المربع صفر.

وحتى يكون الكلام منصفا وواقعيا لابد أن نقول أيضا إن أهل المعارضة فى مصر وتحديدا جبهة البرادعى تعانى هى الأخرى من نفس مشاكل الجهاز الأمنى المصرى، وكأن السنوات الماضية لم تكن كافية لكى يتطور عقل أهل المعارضة فى مصر ويتعلموا من أخطاء الماضى، فظلت التصريحات تخرج من كل مكان، وظلت الأفعال والدعوات للجنة أو تظاهرة أو مسيرة تخرج من جماعة لتنفيها جماعة أخرى، وتحضرها جبهة، بينما تغيب عنها جبهة أخرى، ثم تأتى الطامة الكبرى وهى الدعوة الأخيرة التى أطلقتها جبهة البرادعى حول إصدار وثيقة جديدة لإنقاذ مصر وهو نفس الخطأ الذى وقعت فيها كافة حركات التغيير السابقة التى كانت تفاجئ الناس بوثيقة وراء وثيقة دون توضيح أى آليات للتنفيذ أو وضع خطة واضحة لسير العمل.. إنها نفس الآفة يا سيدى لا تغيير فى خطط وطريقة تفكير من ينادون بالتغيير.

الأمر الأغرب من كل ما سبق هو ما حدث أمس فى الكويت والأخبار الواردة عن قيام السلطات الكويتية باعتقال مصريين تابعين لجمعية البرادعى أرادوا تنظيم مؤتمر أو لقاء لدعم الرجل.. لا أعرف من أشار على المصريين فى الكويت بتلك الفكرة العبقرية؟ ولا أعرف أى عبقرى هداه تفكيره إلى أن طريق تحرير مصر من الممكن أن يبدأ من دولة الكويت أو أى دولة عربية أخرى شقيقة لمصر فى القمع والقهر ونظام الحكم الشمولى؟ ما حدث فى الكويت مضحك ومبكٍ فى نفس الوقت.. مضحك لأن ما ورد من أخبار صور الأمر على أن الأمن المصرى أوصى باعتقال أنصار البرادعى فى حين أن الحقيقة الواضحة تقول بأن الإخوة فى الكويت انزعجوا من ظهور شعارات التغيير والديمقراطية على أرض تصحو وتنام بأمر الأمير.. ومبكٍ لأن ما حدث يثير القلق داخل نفوسنا نحن الراغبين فى التغيير سواء جاء على يد البرادعى أو غيره من أن يكون هذا هو مستوى تفكير القائمين على جمعية البرادعى أو أنصاره فى الأماكن المختلفة، لأن تفكيرا بهذا الشكل قد يصل بنا إلى أول شارع رمسيس حيث سلالم نقابة الصحفيين ورصيف نقابة المحامين ولكنه لن يصل بنا أبدا إلى حيث نريد.. إلى حيث غرفة الحكم فى القصر الجمهورى سواء كان قصر العروبة أو قصر القبة أو أى قصر آخر يحتوى على الغرف التى تدار من داخلها شئون مصر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة