أثارت قصة "المسيح الطيب والمسيح الوغد" للكاتب البريطانى "فيليب بولمان"، اعتراضات واسعة من قبل تيار اليمين المسيحى البريطانى، قبل أن تصل القصة الجديدة إلى المكتبات، حيث كانت "الجارديان البريطانية" قد نشرتها، مما سبب هذه الموجة من الغضب والجدل، مما اضطر "بولمان" إلى الخروج وسط حراسة أمنية مشددة خشية أن يتعرض للقتل.
وصور "بولمان" فى روايته السيدة العذراء مريم عندما أتاها الوحى "جبريل" ليخبرها بميلاد السيد المسيح، بينما كان خطيبها "يوسف" فى إحدى الرحلات وعندما عاد من عمله فوجئ بها حاملا به مما أثار سخطه واستياءه حتى أنه سألها "من فعل بك هذا وأنا لم أمسسك من قبل؟"، إلا أنه تجاوز الموقف وسافر معها ولكن حيرة شديدة تملكته وتساءل "هل ينسب الطفل إليه؟" ، وعندما أنجبت مريم لم تنجب المسيح فقط إنما أنجبت طفلين توأم "المسيح" و "يسوع" ، ويسوع هو من لقبه بالطيب بينما ألصق لقب "الوغد" بتوأمه المسيح الذى يحفظ تعاليم أخيه ويحرفها.
ثم يقوم رجل غريب بإغراء "المسيح" بخيانة أخيه "يسوع" ويقنعه أن "يسوع" الذى يخطف الأنظار ويحشد أمامه البشر فى خطبه وعظاته لا يستحق ذلك، لذلك فإن هذا الرجل سيمنح "يسوع" الشهرة والاهتمام نفسه بدلا من أخيه.
وتروق للمسيح فكرة تزيين الحقيقة وتحريفها، وفى الوقت ذاته كان يدرك أنه يهدم بفعلته هذه معتقدات يسوع الأساسية. يقول المسيح فى نهاية الرواية "هذه هى المأساة.. بدون القصة لن تكون هناك كنيسة وبدون الكنيسة سيطوى يسوع النسيان".
والجدير بالذكر أن "فيليب بولمان" واحد من أصحاب الروايات الأكثر مبيعا، حيث حققت روايته ثلاثية "المواد المظلمة" مبيعات قياسية، حتى أن الجزء الأول منها تم تحويله إلى فيلم فى هوليوود، و"بولمان" أيضا ملحد يدافع عن إلحاده وقد سبق وفعل ذلك عقب نشر ثلاثيته التى هاجم فيها الديانات السماوية الثلاث، وفى تصريحات للجارديان البريطانية أكد أنه يعلم أن المسيحيين سيشعرون بانزعاج بالغ عندما يشار إلى السيد المسيح بكلمة "وغد"، وقال "أعلم أنه قول صادم.. لكن ما من أحد له الحق فى الحياة دون أن يتعرض لصدمات وأنا لم أجبر أحدا على قراءة كتابى، وما من أحد لديه حق فى منعى من كتابة هذا الكتاب".
وتنشر دار كانونجيت رواية "يسوع الطيب والمسيح الوغد" الشهر المقبل ضمن سلسلة الأساطير التى دعت فى إطارها الكتاب ليعيدوا كتابة الأساطير الشهيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة