حول مخاطر منتجات التجميل المصنعة ببئر السلم وعدم وجود صناعة حقيقية بالعالم العربى لتلك المنتجات، أقيم مؤتمر لمناقشة أوضاع صناعة التجميل بمصر، وذلك بمدينة العبور بمقر مؤسسة بيراميدز للتجميل، حضره عدد من الأطباء وخبراء التجميل بمصر برئاسة حمدى سليمان رئيس مجلس إدارة الشركة، والذى تمت فيه مناقشة المخاطر التى تمر بها عمليات التجميل بمصر، بداية من وجود عدد من المرتزقة الذين يحصلون على العبوات الفارغة للمنتجات الأصلية ويعيدون تعبئتها، الأمر الذى يحمل العديد من الأمراض.
وقد أوضح حمدى سليمان رئيس المؤتمر أن هذه المنتجات التى يتم بيعها على الأرصفة فى شوارع القاهرة والجيزة مستوردة من الصين وتايوان، فيشتريها بائعو الجملة من مصانع غير مرخصة، وهذه المنتجات تكون تقليدا لماركات عالمية ويتم بيعها بأسعار رخيصة لطلاب الجامعات، وبالتالى يكون مستوى الربح فيها مرتفعا، مشيرا إلى أن 60 فى المائة من صناعات التجميل بمصر متواجدة ببئر السلم.
مضيفا أن صناعة مستحضرات التجميل عملية معقدة وتحتاج إلى أجهزة دقيقة جدا لتصنيعها وتقدير نسب مكوناتها لجعل كثافتها النوعية واحدة وهذه الأجهزة باهظة الثمن ولا تمتلكها سوى الشركات الكبرى وغير متداولة للأفراد البسطاء وما تفعله مصانع بئر السلم هو نوع من التصنيع البدائى الذى يعتمد على مكونات مقلدة ومواد خام "مضروبة"، ويشبه فكرة تصنيع الصابون بالصودا، حيث يستبدل فيه الزيوت الطبيعية بدهون الحيوانات الميتة.
كما أوضح دكتور عبد الهادى الصياد، خبير التجميل، أن أكبر المشاكل التى تواجه عمليات التجميل بمصر تكمن فى عدم وجود صناعات تعبئة وتغليف متطورة، الأمر الذى يجعلنا نعتمد على أوروبا فى الاستيراد، كما أن القدرة الاستيعابية للسوق المصرى لمستحضرات التجميل، لا تزال محدودة فيتم استيراد 70 فى المائة من خامات مستحضرات التجميل من أوربا فما يحدث هو ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل الأصلية لارتفاع أسعار المواد الخام، وهذا ما يتطلب تدخلا ضروريا وعاجلا من الدولة للنهوض بصناعة مستحضرات التجميل، حتى يمكن الدخول إلى عالم التصدير بدلا من الاستيراد الدائم بجانب الحاجة إلى إيجاد ثقافة دائمة لدى الجميع من مختلف الأعمار المستخدمين لمستحضرات التجميل للابتعاد تماما عن مستحضرات بئر السلم.
وفى نهاية المؤتمر تم عرض نماذج من بعض الفتيات اللاتى قمن باستخدام مستحضرات التجميل المغشوشة ومناقشة أضرارها عليهم، وما سببته من أضرار متعددة عليهم.