عـادل عطيـة يكتب: ثقافة الذئبية!

الخميس، 01 أبريل 2010 05:09 م
عـادل عطيـة يكتب: ثقافة الذئبية!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر اللبنانى مراد أبو نادر:
وإذا لم تكن على الناس ذئباً أكلتك الذئـاب نهّشاً ونسـراً
أما الشاعر المصرى فاروق جويدة، فقد وصف زماننا بزمن الذئاب، وفى أسـى يخاطب والـده :
أبتاه ، مازال فى قلبى عتاب ..
لمَ لمْ تعلمنى الحياة مع الذئاب ؟!..
وكلما واصلت القراءة عن الذئب فى التراث العربى أشعر بتأكيدات، وكأن جهات العالم الأربع تضم غابة عظمى والذئاب المتكاثرة تقع أمام بيتى. وقد كشفت عن أسنانهـا للافتراس، والعـراك!
وتساءلت : هل البشرية كلها تذاءبت، وفقدت إنسانيتها،وتعاطفها بعضها البعض، فإذا العالم ذئاب فى ثياب؟!

أم هى المبالغة التى يتعاطاها الشعر ؟!..
أم أن حضور الذئب فى الشعر كأحد مفردات البيئة الصحراوية، يماثل تماماً فكر هؤلاء الذين تصحّرت نفوسهم، وتسلل الذئب إلى عقولهم، فراحوا يروجون لنظرية المؤامرة، وأن العالم كله على أبواب مدننا، ينتظر الانقضاض علينا. فنبغض الآخر الذى بيننا، وحولنا، والبعيد عنا إلى حد التحريم، ويصبح للجهاد الدموى مبرراته، وقدسيته..

إن ثقافة الذئبية لم تعد نستمدها فقط من شعرائنا، ولكن أيضاً من شيوخ الفضائيات، ومكبرات الصوت، الخارجة من كل جامع ، وكل مسجد، وكل زاوية. القادرين على تعظيم الرؤى المفزعة عن الذئب المفترس، لتستقر بثبات فى عقلنا الباطنى، حتى أننا ننقل صورة هذا العدو إلى الحقيقة الواقعة، لتنطلق بعد ذلك المسيرات الغاضبة كالطوفان الجارف، وهى ثقافة مدمرة لإنسانية الذين لم تلوثهم بعد الذئبية الشعرية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة