قال الباحث والكاتب الأمريكى جارى باس، فى مقال نشر فى صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "عندما انفصلت إسرائيل وفرنسا"، إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيضطر فى وقت ما للاختيار بين إسرائيل والدول العربية والعالم الإسلامى من أجل تحقيق المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، وربما لا يرغب فى إلحاق الضرر بالعلاقة مع إسرائيل فى سبيل التواصل مع العالم العربى، ولكن التاريخ يرجح أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو يجب أن يكون حكيماً بما فيه الكفاية، لكى لا يزيد من توتر العلاقات مع واشنطن ويحدث مثلما حدث مع فرنسا.
وأضاف باس "أنه مما لا شك فيه أنه تجمع بين واشنطن وتل أبيب علاقة متينة، ترتكز على أسس لا يمكن الاستغناء عنها، على رأسها التعاطف الأمريكى للديمقراطية المحاصرة، والمصالح الإستراتيجية لمقاومة التشدد العربى وشعور بواجب أخلاقى للحفاظ على اليهود بعد المحرقة، ولكن إذا سعى نتانياهو إلى المضى قدما بخطة توسيع بناء المستوطنات أو عملية السلام، فيتعين عليه أن يتذكر أن كيف خسرت إسرائيل التحالف المهم الذى جمع بينها وبين فرنسا عام 1967.
وسرد الكاتب كيف بدأت العلاقة الفرنسية والإسرائيلية فى منتصف الخمسينات، عندما أصبحت إسرائيل عميلاً رئيسياً لصناعة الأسلحة الفرنسية، ولكن ما ربط بينهما لم يكن العلاقات التجارية فقط، وإنما علاقات إستراتيجية، ففى ذلك الوقت كانت فرنسا تحاول السيطرة على الثورة فى الجزائر، واشتركت مع إسرائيل فى مكافحة القومية العربية المتشددة، ووصل الأمر إلى أن فرنسا وإسرائيل حاربا معاً ضد مصر وقت أزمة السويس عام 1956.
وتوطد التحالف بينهما خلال أواخر الخمسينات وأوائل الستينات وظهر فى صورة تعاون عسكرى وتبادل ثقافى، وبالفعل ساعدت وسائل التكنولوجيا الفرنسية إسرائيل فى تطوير أسلحتها النووية، كما زودتها بسلاح طيران متطور أصبح فيما بعد الهيكل العظمى لسلاح الطيران الإسرائيلى، ولكن تغير كل ذلك بعد حرب الستة أيام عام 1967 عندما اضطرت فرنسا إلى اختيار جانب تؤيده، وبالفعل اختارت الدول العربية، الأمر الذى صدم الإسرائيليين، وفرضت فرنسا حينها حظراً مؤقتاً على الأسلحة فى المنطقة التى ألحقت ضرراً بالغاً بإسرائيل، وحذر المسئولون الإسرائيليون من تجنب العداء المحتدم مع الحليفة القديمة فرنسا.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
باحث أمريكى: إسرائيل ستخسر تحالفها مع واشنطن إذا استمرت فى عنادها
الخميس، 01 أبريل 2010 04:01 م