كشف المخرج أحمد عاطف، الذى انسحب من عضوية لجنة تحكيم مهرجان الصورة السادس، لليوم السابع عن استعداد عدد من السينمائيين والمثقفين المصريين لعمل وقفة احتجاجية أمام المركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة، احتجاجاً على مشاركة المخرجة الإسرائيلية كيرين بن رفاييل، الذى ينظمه المركز فى الفترة من 8 إلى 15 أبريل الجارى، لافتاً إلى دور الصحفى الصهيونى ناثانييل هيرزبيرج فى الضغط على وزارة الخارجية الفرنسية لإعادة الفيلم إلى برنامج المهرجان.
وأكد المخرج، اعتذار الفنان آسر ياسين عن المشاركة فى المهرجان، كما اعتذرت المخرجة كاملة أبو ذكرى عن عضوية لجنة التحكيم، وسحب مصمم الأفيشات سامح فتحى جميع أعماله فى معرض الأفيشات.
وأبدى المخرج استغرابه من عودة المخرجة الإسرائيلية للمشاركة في المهرجان، رغم إعلان إدارة المهرجان استبعاد الفيلم، لكن يبدو أن فرنسا فرضت إرادتها على مصر.
وقال، بعد اختياره عضواً بلجنة التحكيم، اكتشف مشاركة فيلم لمخرجة إسرائيلية، عملت من قبل مونتيرة بالجيش الإسرائيلى، ناطق بالعبرية وتدور أحداثه كلها فى تل أبيب، فاعتذر عن عضوية لجنة التحكيم وأرسل خطاب اعتذار للمركز الفرنسى، وأصدر بياناً للصحف المصرية عن سبب الاعتذار ورفضه لأى نوع من التطبيع الثقافى مع إسرائيل مع جموع الفنانين والصحفيين المصريين ونقاباتهم المعنية الرافضة لأى نوع من التعامل مع فنانين إسرائيليين أو عرض أعمال لإسرائيليين بمصر.
وتابع: سحبت السفارة الفرنسية فى مساء نفس اليوم فيلم المخرجة الإسرائيلية من البرنامج ووضع المخرجة كاملة أبو ذكرى مكان أحمد عاطف، وأرسلت البرنامج المعدل للصحفيين بدون ذكر أى شىء عن الفيلم أو اعتذار عن وضع الفيلم من البداية.
وفوجىء عاطف بهجوم من بعض الصحف والمجلات الفرنسية حيث يقبع اللوبى الصهيونى ومنها جريدة ليبراسيون التى اتهمته مباشرة بمعاداة السامية، وأعادت صحف من جنسيات أخرى نشر القصة مثل دير شتاندر الألمانية، ووكالة أنباء أنسا الإيطالية، ما دفعه إلى إرسال بيان توضيحى لعدد من وسائل الإعلام يؤكد أن انسحابه من المهرجان بسبب رفضه كل أنواع التطبيع مع إسرائيليين باعتبارهم مواطنين إسرائليين انتخبوا حكومة تمارس القتل والعنصرية، وأكد عاطف فى نفس البيان أنه يحترم الديانة اليهودية وأنه يجهز منذ 7 سنوات لفيلم عن التسامح الدينى فى الأندلس بين المسلمين والمسيحيين واليهود، وبالفعل نشرت وكالة الأنباء الفرنسية بيان عاطف بالفرنسية يوم 30 مارس وبثته لجرائد العالم، ونشرت البيان مجلة الفيلم الفرنسى، ومجلة إكران توتال أكبر مجلتين متخصصتين بالسينما بفرنسا.
لكن ذلك استفز اللوبى الصهيونى بفرنسا، خاصة الصحفى ناثانييل هيرزبيرج، الذى ضغط على وزارة الخارجية الفرنسية لإعادة الفيلم مع تشويه صورة مصر والمصريين، واستجابت الخارجية الفرنسية أمس وأعلن برنار فاليرو المتحدث باسمها فى مؤتمر صحفى أن فيلم "شبه طبيعى" للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رفاييل، ستتم إعادته لبرنامج المهرجان واعترف بأن السفارة سحبته بعد انسحاب أحمد عاطف.
وأكد عاطف، أن الفرنسيين - سفارة ووكالة أنباء ووزارة خارجية - يتصرفون فى الأمر كما لو كانت مصرجزء من أبعدية يمتلكونها، ويختارون فيلماً لمخرجة إسرائيلية ثم يدعون أنهم لم يكونوا يعرفون ثم يسحبون الفيلم بعد اعتذار عضو لجنة التحكيم المصرى، ثم يدعون أنهم رفضوا إعادته للجنة التحكيم، ثم يقومون بتشويه سمعته نتيجة انسحابه ثم يسحبون الفيلم من البرنامج ثم لا يعتذرون عن الخطأ ثم يعيدون عرض الفيلم مرة أخرى بدون أى توضيح.
وطالب وزارة الثقافة المصرية، بضرورة التحرك، لأن أفيش وكتالوج المهرجان يقول إن المركز القومى للسينما التابع للوزارة شريك للمركز الفرنسى فى إقامة المهرجان، كما طلب من الخارجية المصرية السؤال عن بيان اعتذار رسمى من السفارة الفرنسية بالقاهرة عن الأمر برمته.
كما أعلنت المخرجة كاملة أبو ذكرى انسحابها من عضوية لجنة تحكيم المهرجان بسبب عودة مشاركة المخرجة الإسرائيلية كارين بن رفاييل، وأكدت لليوم السابع أنها لن تشارك فى المهرجان طالما تشارك هذه المخرجة به، موضحة أنها علمت اليوم بوجود العمل مرة أخرى ولا تعلم السر وراء عودته.
وأوضحت أبو ذكرى، أنها لا تعرف المخرجة الإسرائيلية تماماً، وتعلم فقط أنها عملت من قبل مونتير بالجيش الإسرائيلى، وأنها ترفض الوجود بتظاهرة فنية بها مشاركة إسرائيلية.
يشار إلى أن كاملة انضمت لعضوية لجنة التحكيم بعدما أعلن المخرج أحمد عاطف انسحابه منها، ووافقت كاملة على المشاركة به بعد أن أبلغتها إدارة المهرجان باستبعادها لفيلم "شبه طبيعى" إنتاج معهد السينما بفرنسا "لفيميس".