أحمد شريف أبو زريعة يكتب: كلهن جميلات.. إلا زوجتى!

الخميس، 01 أبريل 2010 12:52 م
أحمد شريف أبو زريعة يكتب: كلهن جميلات.. إلا زوجتى!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يتبادر إلى ذهن البعض بمجرد قراءة عنوان هذا المقال، أن هناك مشكلة خاصة أو ثمة مسألة شخصية. على العكس تماماً، فالأزمة باتت عامة، تؤرق غالبية الرجال، وتقلق كل النساء لا تكاد تسأل صديقاً أو زميلاً عن حياته الخاصة، ومدى تعلقه وارتباطه بزوجته، إلا ويفاجئك بالرد "كلهن جميلات إلا زوجتي!!"، ثم يستطرد واصفاً حجم المعاناة التى يتكبدها، والمرارة التى يتجرعها يوميا،ً بسبب هذه المرأة والعيش معها، يندب حظه العاثر، ويشكو سوء التوافق الذى لازمه منذ إتمام زواجه.

لكن الأخطر حينما تحاول الاستفسار عن سبب ذلك أو ما الأمور الجوهرية، والأشياء الأساسية التى تفتقدها هذه الزوجة أو تلك، تزداد صدمتك واندهاشك من جوابه، فزوجته ليست جميلة كالممثلة الفلانية، وصوتها ليس عذباً كالمطربة العلانية، كما أن لباقتها وطلاقتها ليست كهذه المذيعة، ومذاق طعامها ولذة أكلاتها، ليست كالأكلات التى تعدها إحداهن فى مطبخ القناة الفضائية، تلك التى لم يتذوقها من قبل أيضاً.

نجاح زواج المرأة حالياً، بات مرهوناً بقائمة طويلة من المطالب الذكورية، التى أعدها الرجل بعد رحلة بحث شاقة وعمل مضنى، تنّقل خلالها بين القنوات الفضائية، وارتاد عديد المواقع وصفحات الإنترنت، إضافة إلى السفريات المتعاقبة إلى بلاد العيون الزرقاء والخضراء، الرجل وضع مجموعة من الشروط المثالية قبل زواجه، غير قابلة للانتقاص أو التفاوض من قبل المرأة، فهو لن يتنازل عن كون زوجته جميلة، أنيقة، رشيقة، رومانسية، نشيطة، مثقفة، لها رأى، سياسية، اجتماعية، رياضية، ناقدة، ذات رؤية، كل ذلك فى حدود أن تكون خاضعة، مطيعة.

باختصار الرجل يريدها جارية تجمع كل المحاسن، ولا يهم فى ظل مجتمع توجهه سيطرة أحادية، إذا ما توافرت هذه الأخلاقيات والمؤهلات لدى الرجل أم لا.

المرأة مطالبة إذن قبل دخول عش الزوجية، بأن تكون جاهزة ومستعدة لمنافسة شديدة مع الممثلة، والمطربة، والمذيعة، والراقصة، والطاهية، اللاتى يراودن زوجها ( حسب تصوره ) فى غرفة جلوسه أمام التلفاز، فى العمل، على هاتفه الجوال، ومن خلال شاشة اللاب توب. على المرأة أن تتقدم لاختبار قدرات قياس للجمال، للرشاقة، للأناقة، للنشاط، للثقافة غير مضمونة النتائج، وأن تحصل على توصية أو تزكية من لجان متعددة حتى يقبل بها رجل الإنترنت والفضائيات، عليها أن تعلن حالة الطوارئ والاستنفار القصوى، عند توقيع عقد قرانها، لا بد أن تمتلك أعصاباً فولاذية، وقدرات فائقة حتى لا تواجه احتمالية الفشل، التى تعنى خروجها من بيت الزوج فى أى لحظة.

الغبن الاجتماعى والمجتمعى الذى تتعرض له المرأة فى مجتمعاتنا، بسبب العادات والتقاليد الظالمة أحياناً التى ربما لا توافق صحيح الدين فى بعضها، سلب المرأة كثيراً من حقوقها فى الاختيار وتصميم طريقة حياتها، فهل يعقل أننا نحرم المرأة حق الرؤية فى إطار شرعى، بداعى الخوف من أمور متوقعة أو متصورة، ثم لا نبالى بالعواقب المترتبة على عدم الاندماج والتكيف مع الوضع الجديد بعد الزواج، الذى قد يرفضه الرجل أو ترفضه المرأة، فتكون نتيجته أعداداً جديدة تضاف إلى قوائم المطلقات والمنفصلات.

هكذا نتعامل مع المرأة بصلف وتكبر، نقحمها فى صراعات نفسية، وندخلها فى تحديات قهرية، فى ظل مراهقة تغيرت مؤثراتها وتأثيراتها وامتدت فترتها لتصيب الرجل عند البلوغ ولا نعرف نهاية واضحة لها، فى إطار المغريات المتلاحقة وتعدد أشكال وفنون الموضة والموديلات،أهملنا حقها فى مناصفة الرجل فى الحقوق والمزايا، طالبناها بواجباتها، قمنا بتحميلها أعباء كثيرة ليست من ضمن مسئولياتها، رأينا فيها انعدام الثقة، وقدنا حملات الشكوك التى تطاردها فى كل موقف، فهل يأتى يوم ترد فيه كرامة المرأة المهدرة ونعيد لها مكانتها المستحقة؟!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة