وليد بكرى يكتب: أنا البرادعى يا

الثلاثاء، 09 مارس 2010 01:47 م
وليد بكرى يكتب: أنا البرادعى يا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكد اسم الدكتور البرادعى يبرز على الساحة الإعلامية كمرشح محتمل لمنصب رئاسة الجمهورية؛ إلا وانتعشت الحياة السياسية فى مصر، وانتشرت التكهنات والأمنيات السياسية بين مؤيد ومعارض للفكرة، ولكن ليس على سبيل التفكير المنطقى فى إطار الممكن والمتاح، إلا أن الدكتور البرادعى بظهوره الإعلامى قد أعطى كل شئ حقه بميزان المنطق والعقل؛ فالرجل لم يتحدث صراحة عن ترشيح شخصه كما طالب البعض، وإنما رد الأمر إلى أصله؛ وهو ضرورة تغيير مواد الدستور التى تجعل من مرشح الرئاسة مرشحا وحيدا بدون تسميته علانية، وإعطاء مصر الحق فى أن يترشح لقيادتها كل من يجد فى نفسه القدرة على تبوء هذا المنصب، وليكن صندوق الانتخابات هو الفيصل بين الجميع، كذلك طالب بضرورة وضع كافة الضمانات التى تحتاجها العملية الانتخابية حتى تخرج فى صورة دستورية قانونية ترضى الطرف الأهم والأول فى المعادلة قبل أن ترضى أيا من الأطراف الأخرى؛ والطرف الأهم والأول هنا بالطبع هو مصر، نعم مصر تلكم البلد التى أنهكت، مما يحدث بها ويفعل فيها، مصر بمقدراتها وأبنائها البسطاء الذين يبذلون دمائهم فى سبيل رفعتها. مصر الأمة والتاريخ والحضارة والإسلام والعروبة. مصر التى لم يعد لها حول ولا قوة. مصر التى استكان أبنائها ولم يعد يفعل واحدا منهم شيئا من أجلها، والذين ظلوا فى انتظار رجل من أبنائها يأتى كى يخلصها ويخلصهم مما هم فيه؛ والأدهى من ذلك أنهم لا يريدون الوقوف معه فى نفس الخندق؛ وتركوه هو وبضعة رجال يساندونه لمواجهة الموقف بمفردهم؛ وكأنهم يطلبون منهم أن يعملوا ويتحركوا من أجلهم دون أن يقدموا لهم أى مساندة أو دعم حتى لو كان معنويا فالمصريون استمرئوا الاستكانة وعدم التحرك؛ فالإيجابية والفاعلية كلمات تم محوها قسرا من قاموس الحياة السياسية المصرية مما صب فى مصلحة بضعة نفر ممن احترفوا تغييب مصر عن أبنائها وقطع الحبل السرى الذى يربط بينها وبين أبنائها. ومما لاحظناه فى الأيام الأخيرة الادعاءات التى تصف الرجل بالعمالة والمجئ عبرأجندة خارجية. حقا لقد أثبت الرجل أنه على دراية بكل القضايا المصيرية فى حياة مصر؛ وأنه لم يكن منفصلا عن الواقع المعاش لمصر والمصريين،بل إنه – وكما وضح من كلامه- كان حريصا على أن يظل متواصلا مع الحالة المصرية ومعايشا لآلام وآمال مصر، مما جعله يطالب لا بترشيح نفسه وإنما بضرورة العمل على عودة الحق لأصحابه الأصلاء؛ وهو أن يكون لكل مصرى الحق فى ترشيح نفسه؛ طالما وجد فى نفسه القدرة على القيام بأعباء المنصب، وذلك دون عراقيل أو قيود تقف فى طريقه، ولا داعى أن يخرج علينا من يرفع قضية أمام المحاكم يطالب فيها وزير الداخلية بسرعة القبض على الدكتور البرادعى ومن معه لأنهم - وبكل أسف- يعملون على زرع الفتنة وتهديد الأمن القومى المصرى. عجبا لك يا مصر قدرك أن يكون هذا من أبنائك ولكن لا عجب فدائما ما يكون هناك أبناء عاقون. الدكتور البرادعى حالة فريدة فى الحياة المصرية الراهنة؛ أرى فى وجوده وبكل هذه القوة وهذا الزخم فرصة إن ضاعت من بين يد المصريين فلن يستطيع أحد الكلام عن التغيير بعدها ولمدة ثلاثين عاما أخرى. الشارع المصرى فى حالة انتعاشة سياسية ربما يكتب لها النجاح ويكون الدكتور البرادعى هو بوابة مصر التى تعود من خلالها إلى الحياة من جديد؛ أما إذا قدر لهذه التجربة أن تتوقف عند هذا الحد فهذا يعنى أن هناك أمرا خطأ فى المعادلة أو أن الجاثمين على أنفاس مصر قد أتقنوا فن إجهاض المحاولات الدؤوبة لإحياء مصر عبر الرئة الاصطناعية.

• معد برامج حر





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة