إن الأمر يبدو جنونيا فى الفترة الأخيرة فى حد تصورى حيث بات كل شىء فى الشارع المصرى صراعا محتدما فى النفوس فهناك من يقف خلف البرادعى بقوة تؤهله تأهيلا تاما ليصبح رئيسا للجمهورية فى المرحلة المقبلة بينما هناك من ينادون بأن جمال مبارك هو الأحق لكونه عاش فى أسرة رئاسية حكمت مصر خلال سنوات طويلة وأنه بالطبع لديه كل السبل والأدوات التى تؤهله ليصبح الرئيس الأجدر لينصب على عرش قلب العرب وعلى الجانب الآخر نرى السياسيين لا يغفلون عن الكلام والكتابة فى الصحف عن الأمر الذى بات مثيرا للغاية وأرى أن لا أحد منهم حتى الآن يجرؤ على قول الحقيقة الكامنة فى نفس كل منهم والسؤال الذى يطفو واضحا على البحيرة السياسية من هو بصدق الأحق لتولى الرئاسة ؟
فالبرادعى نعلمه جميعا بخلقه وعلمه الذى بات مفخرة لنا على مر التاريخ، وحيث سجل اسمه من نور على صفحات تاريخ مصرنا بينما جمال ذلك الشاب الذى يبدو طموحا للغاية ويحمل بين كلماته دائما النمو والرخاء والتقدم العلمى وما إلى ذلك من كلمات تجعلك تصفق له بحرارة تخسر فيها الشعور بيديك لمدة يومين على الأقل، الأمر مثيرا للغاية حتى أنه بعد عودة البرادعى من الخارج احتفل به العديد من الشباب الذين يطمحون إلى التغيير بينما هاجمه العديد من الوطنيين الذين استندوا على مبدأ أن البرادعى لم يعش فى مصر ولم يعش ظروف شعبها وليست له أية دراية بما يحدث بين أسوارها فكيف له أن يحكم شعبا لا يعرف عنه شيئا سوى أنه ينتمى إليه؟ وكان استنادهم أيضا بأنه يحمل الجنسية المزدوجة بينما لابد من أن يحكمنا رجل من شعب مصر عاش ظروفها وعاش تجاربها الحارقة وكبوات شعبها..
والسؤال هل الرئيس المتقدم عاش كل ذلك؟ هل البرادعى أو جمال أو غيرهما عاش ذلك ؟ هل البرادعى الذى عاش بالخارج عاش عيشة الرجل الجائع الكادح وهل جمال يعرف شعور الأم المترملة التى تعول سبعة أطفال بلا مأوى؟ السؤال ليس جمال أم البرادعى السؤال هو من هو الأحق والأجدر لتولى عرشا لا يستحقه أحدا من المتقدمين حتى الآن، نعم الشعب يسعى للتغيير الإيجابى ولكن أين يكمن ذلك التغيير؟ برادعى أم مبارك ؟
