صفوت صالح الكاشف يكتب:لماذا الخوف من الإسلام

الثلاثاء، 09 مارس 2010 01:41 م
صفوت صالح الكاشف يكتب:لماذا الخوف من الإسلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل الإسلام دين سماوى حقا، أم أن هذا ما ندعيه كمسلمين؟ أنتظر لا تصدر حكما مسبقا، فهل لاحظت ما يسود العالم من تداعيات (الإسلاموفوبيا) أى الخوف من الإسلام والمسلمين، هذا الخوف الذى يشترك فيه أصحاب الشرائع السابقة لنا ( بعضهم على الأقل)، وأيضا اللا دينيون أو الوثنيين. إذن لماذا الخوف؟ وما هى الأسباب التى تغذى هذا الخوف وتجعله يستمر، ويتزايد، هل نحن السبب أم أن هذا الخوف هو مايثار بغرض ما....... سواء كان معلنا أو غير معلن، أو لغرض فى نفس ابن يعقوب كما يقولون؟
حينما تهبط الشرائع السماوية إلى الأرض، فإنها تجد تضاريس ومعالم متباينة، وتجد بشرا يعيشون فى مطلق الزمن، بدءا من الزمن الماضى، وصولا إلى الحاضر والمستقبل أيضا، تجد بشرا ذوى مراكز وممالك وسلطات مطلقة، أو محدودة، أو فقر مشين مدقع، وقد تجد مصالح متباينة ومتعارضة أحيانا، وطموحات، وارتقاءات، وتجد أيضا أطماعا وشهوات، ونهما لا تكف عن محاولة الوصول إلى الإشباع، ولكن هيهات، فالبعض لا يملأ عينيه سوى التراب، ولا يهدأ إلا أن يصل إلى الثرى، ويطويه التراب. إذن فقد أدرك المنتهى، ومن ثم فإلى حساب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وكفى بحكم الله فهو أحكم الحاكمين.

كيف تتعامل الشرائع مع كل المتباينات التى ذكرنا، وكل الارتقاءات التى طرحنا، لابد إذن من التقاء، بحيث يصير البشر إلى اتفاق ولا يصيرون إلى اختلاف، ولأن حدث خلاف، فليكن إذن من صنع البشر، بسبب من القصور الذاتى، والضعف المعتاد، وبسبب من الفروق الفردية، والعقلية البشرية، التى لا تكون فى حدها الأمثل أحيانا.

الحل للتباين يكمن فى أن السماء تكون معنية أصلا بالمبادىء، ولا تكون معنية على الأرجح الأعم بالتفاصيل إلا ما يستلزم وجود هذه التفاصيل، فلأن عنت علينا المسألة. إذن فأمرهم شورى بينهم، فهذه هى الشورى والتفاهم أو(الديمقراطية ) كما جرت عليها ألسنتنا حاليا.
إذن هناك نقطة التقاء بين الشرائع هى (المبادىء) فهى واحدة، فعليك ألا تكذب، وألا تسرق، وألا تزن، وألا تقتل.. إلخ
ولكن الماثل على سطح بحيرة العقيدة خلاف ذلك، فهناك الخوف غير المبرر أحيانا من المسلمين!! إذن فلم الخوف والتوجس؟
إن المسألة ببساطة تكمن فى المساحة المتاحة من التفاهم، أو على الأقل فى الحد الأدنى منه ويكمن أيضا جزء منها إلى ماحدث فى الماضى (مشكلة الأرمن فى تركيا)، والحروب الصليبية التى وقعت فى الماضى بين أوروبا، والعالم الإسلامى، بأحداثها المروعة، وبما تم فيها من إبادة للمقدسيين ومن أحداث مازالت قابعة هناك فى عمق الوعى والشعور واللاشعور أيضا، برغم فوات وقتها وخروجه، بل أيضا فمازالت تحرك أحداث المستقبل، فهاهو وعد إنجليزى، لمن لا يستحق، ممن لايملك ( أعنى وعد بلفور الإنجليزى لليهود بإقامة وطن لهم فى فلسطين)، ومن هنا فإن رؤاهم هناك قد استقرت على المكث هاهنا، ولكن بأسلوب الاستيطان على أساس دينى عقائدى نبعه هو اليهودية، أملا فى عدم اقتلاعهم كما حدث قبلا.

إذن فإن جزءا من الخوف قد انساب إلينا من الماضى، ولكن ماذا عن الحاضر؟ إن الحاضر هو الامتداد الطبيعى للماضى وما حدث على أرض فلسطين، يستثير المسلمين، ويدفع البعض منهم إلى آخر المدى، فهناك تنظيم القاعدة (بغض النظر عن أسلوبها)، الذى تطاحن مع الغرب وبأسلوب قف مكانك، فسأوريك الجحيم، سأفنيك وأهينك، حتى ولو كنت على أرضك، سأصل إليك وأذيقك، مالا يمكن تصديقه من الهول، فلن تهنأ أبدا أبدا..
ولكن هناك بعدا آخر، فأنت تنظر إلى أوروبا والعالم أجمع فى تحرره، وفى نظرته إلى المرأة، وفى الإباحية الكائنة فى بعض البلدان، تلك التى تسرب قدر منها إلى البعض من بلادنا التى تقبع غربا، بحكم مجاورتهم لنافخى الكير، أعنى أوروبا التى حمانا الله من أسلوبها بفارق من اللغة والموقع الجغرافى المتنائى والبعيد، أولئك الذين لو أطلعت عليهم _عن كثب_ لملئت منهم هلعا، ولتفرقت بك السبل مما يمارسون، ويبتدعون من محارم وموبقات.

إذن فلا التقاء، فالشرق شرق والغرب غرب، وعن التحفظ الإسلامى المعتاد، فإذا هم منه فكهون، ولنا عنه لائمون، ولك بعد آخر، مصدره هذه المرة (نحن ) وليس هم.
إن الدبلوماسية العربية تعمل جاهدة على إخافة الغرب من الإسلام، فآه من تلك الجماعة (المحظورة) التى لو وصلت إلى الحكم. إذن فسوف ينقلب العالم كله رأسا على عقب بسببها (وليس ذلك صحيحا بالمرة طبعا)، ولكنها السياسة، وما تمليه من تنافس غير مشروع أحيانا، والنتيجة رسوما مسيئة احتقارا وكيدا، ونحن من ظلم !

ولك أيضا بعدا آخر، يتمثل فى أهل الفتوى من مشايخنا الأفاضل (بعضهم على الأقل) الذين يتم استدراجهم، يسرا أو عسرا، عن قصد وبغيره، إلى إصدار فتاوى التكفير والقتل (المحسوبة على الإسلام لعمومية الطرح) ومن هنا يكون رد الفعل القادم من المعسكر المقابل، والذى طرح قضايا الدين جانبا، وتخلى عنها طواعية، إنه ينظر إلينا الآن فأغراه فاه، ولسان حاله يقول، أهكذا شرعكم أو شريعتكم !!!! إن هذه الفتاوى أبدا، لن تكون فى صالح المسلمين، ولو كانت كذلك لأتى بها النبى محمد (ص) وهو لم يفعل. إذن فالحذر الحذر، قد لزم أن يكون أمرا واجبا، ويا معشر المسلمين، هناك من يتربص بكم، ومن يحسب عليكم حتى (أنفاسكم).

أما عن العقيدة الإسلامية ذاتها، فلا يوجد ثم شك فى أصلها السماوى، بسبب من الإعجاز فى طرح قضاياها، ولأن هذه القضايا تفوق بمراحل جميع ارتقاءات البشر، الذين لن يأتوا بمثل هذا القرآن، ولو كان بعضهم لبعض سندا. قال تعالى ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) صدق الله العظيم






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة