تتواصل أزمة استدعاء السيارات المعيبة وتزداد الأعداد المعلنة يوما بعد يوم ، بعد أن وصل عدد الشركات التى أعلنت عن سحب سياراتها إلى 8 من أكبر الشركات العالمية، الأمر الذى أدى إلى طرح سؤال هام، لماذا تقوم الآن هذه الشركات بالإعلان عن وجود عيوب فى تصنيع السيارات الخاصة بها فى وقت واحد؟ الإجابة التى ظل "اليوم السابع" يبحث عنها لنجد أن الشركات هى التى قامت "بفضح" بعضها وتسريب أخبار عيوب التصنيع إلى وسائل الإعلام، مما يدل على وجود تنافس غير شريف بين هذه الشركات التى تعمدت تسريب عيوب شركاتها المنافسة لتشويه صورتها والتأثير على حجم مبيعاتها فى الأسواق.
محسن طلائع، رئيس شركة الطلائع للسيارات، وعضو شعبة السيارات بالغرفة التجارية أكد أن شركات السيارات وتنافسها غير الشريف هو السبب الحقيقى وراء إعلانها عن وجود عيوب بها بشكل مستمر، الأمر الذى يرجع إلى أن الشركات المنافسة أرادت أن "تفضح" بعضها البعض، وهو ما فجر أزمة "تويوتا" حين سربت شركة "جنرال موتوز " لوسائل الإعلام خبر وجود عيوب تصنيع فى شركة "تويوتا اليابانية".
وأوضح أنه فى البداية قامت شركة "جنرال موتورز" بتسريب خبر لوسائل الإعلام العالمية عن وجود عيوب فى موديلات شركة "تويوتا"، لتقوم الأخيرة بالبحث وراء "جنرال موتورز" وتؤكد وجود عيوب تصنيع فى موديلاتها بالفعل، وذلك بعد أن قامت "جنرال موتورز" بسحب 1.3 مليون سيارة دون الإعلان عن ذلك لتقوم "تويوتا" بتسريب العيوب لوسائل الإعلام، وهو الأمر نفسه الذى لعبته شركتا "نيسان" و"هيونداى" بعد أن قامت الأولى بتسريب خبر بوجود عيوب فى التصنيع للشركة الثانية، لتقوم بعدهما "كرايسلر" بفضح عيوب شركة "هوندا" وهكذا مع باقى الشركات.
وأشار إلى أن عمليات الاستدعاء التى تقوم بها الشركات ستسمر لفترات طويلة نتيجة اكتشاف عيوب فى العديد من الموديلات وليس موديلا واحدا كما يحدث من قبل، لافتا إلى أن الأزمة تكمن فى التضخيم الذى يحدث يوميا فى وسائل الإعلام دون فهم واضح لأسباب الإعلان الكثيف عن وجود هذه العيوب، وتسابق الشركات فى تسريب معلومات عن الشركات المنافسة لها.
عبد المنعم سعودى، وكيل سيارات سوزوكى فى مصر، اتفق مع هذا الرأى، مشيرا إلى أن الشركات المتنافسة "تتصيد الأخطاء" لبعضها البعض حتى تظهر هى كأفضل الشركات فى السوق العالمية، مشيرا إلى أن هناك إحجاما كبيرا من قبل العديد من المستهلكين عن الشراء الآن الأمر الذى أدى إلى استمرار الركود فى السوق إلى أجل غير مسمى.
وأضاف سعودى، أن هذا الأمر يحدث فى الغرب دائما، ولا يجب أن يثير قلق العملاء لأنها عيوب فى التصنيع يتم تداركها مع حفظ حق العميل كاملا، مشيراً إلى أن بعض الموديلات التى تم استرجاعها لا يتم استيرادها من الأساس فى مصر، والأنواع الموجودة بالفعل يتم استيرادها عن طريق الخليج وليس الشركات الأم فى اليابان، وهو ما يحقق نوعا من الأمان إلى حد ما.
وأضاف أن السوق لن تتأثر كثيراً باسترداد هذه الموديلات، متوقعاً استمرار الإعلان عن عيوب التصنيع فى الكثير من الموديلات خلال الفترة القادمة، نتيجة عمليات الكشف التى تقوم بها الشركات بشكل مستمر وظهور الكثير من عيوب التصنيع بها.
"تويوتا فتحت الباب لكشف عيوب تصنيع الشركات الأخرى" بهذه العبارة بدأ سعيد الألفى، رئيس جهاز حماية المستهلك حديثة، مؤكدا على ضرورة متابعة الأمر بشكل مستمر لضمان حماية حقوق المستهلك والشركة معا.
وأضاف الألفى أن الجهاز يقوم بشكل مستمر بمناقشة حقوق المستهلكين وكيفية إلزام الشركات بحقوق العملاء، معتبرا أن هذا هو الهدف الأساسى لعمل الجهاز ودعمه لمساندة المستهلك.
يذكر أن "تويوتا اليابانية" الأولى فى صناعة السيارات أعلنت حتى الآن عن سحب 8.1 مليون سيارة، وأعلنت "جنرال موتورز" ثانى أكبر شركة عن سحب 1.3 مليون سيارة معيبة، لتسحب شركة "نيسان" ثالث أكبر شركة يابانية لصناعة السيارات 76415 سيارة من عشرة طرز مختلفة فى اليابان و2281 سيارة من الخارج، وشركة "سوزوكى موتورز" رابع أكبر شركة لصناعة السيارات فى اليابان أنها ستستدعى 432366 سيارة من الطرز الصغيرة فى اليابان، قالت شركة "دايهاتسو موتور" إنها ستستدعى 60774 سيارة من أربعة طرز صغيرة فى اليابان بسبب مشاكل فى توصيلات الأسلاك يمكن أن تسبب انتفاخ الوسادات الهوائية بطريق الخطأ والسيارات الصغيرة التى يبلغ حجم محركها 660 سنتيمترا مكعبا تباع فقط داخل اليابان، وسحبت هوندا 1.3 مليون سيارة شيفرولية وبونيتاك من 2005 إلى 2010.
أزمة تويوتا الأخيرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة