شن د.إبراهيم عوف رئيس البرلمانات الإسلامية السابق، هجوماً حاداً على ما تقدمه القنوات التليفزيونية الفضائية والأرضية من مضامين، خاصة الدرامية منها، حيث تقدم للمشاهد صورة مغلوطة ومفجعة عن حقيقة الواقع المجتمعى المصرى، مستنكراَ ما ظهر على الساحة مؤخراً من نزاعات قائمة على اختلاف الديانة.
وأشار عوف إلى قيام أعداء للأمة ممن لهم مصالحهم ببدر بذور الطائفية داخل مجتمعنا العربى، فهم يقومون الآن برصد أفعالنا من أجل توظيفها لخدمة أهدافهم المعلنة أمام الجميع بالمنطقة، مشيراً إلى موقف البابا شنودة المدرك لخطورة الفتنة وتحذيره منها دائماً، لذا فهو غير محبوب فى الأوساط الأمريكية، معلناً لجوءهم لحيلة طائفية جديدة، وهى رفع "النعرة النوبية" على حد وصفه لها.
كما وصف عوف الأمة العربية بأنها أمة مقسمة إلى 22 دولة، خلال لقائه بأعضاء نادى روتارى القاهرة جاردن سيتى برئاسة السفير أحمد الغمراوى مساء أمس، الاثنين، بنادى العاصمة، موضحاً أن هذه الأمة تعانى انقسامات داخلية حادة وصاحبة ترتيب متواضع بين بالأمم، حيث تأتى مكانتها فى مؤخرة السلم الحضارى، بالرغم من سبقها الحضارى الذى حققته لمدة تنوف على الألف عام.
وأرجع عوف أسباب التدهور الحضارى العام، الذى لحق بالأمة العربية والإسلامية إلى ما هو موجود لديهم من نقص فى الجانب الخاص بربط روح العقيدة بتصرفاته اليومية وسلوكه، قائلاً "الذنوب التى ترتكبها الأمة كل يوم أشد علينا من أعدائنا"، مؤكداً على أن الأمة تعيش مأساة "مريعة" بسبب فقدها أهم مقوماتها الحضارية، وهى الأخلاق ساعين وراء المادة، مشبهاً حالة الانهزام التى تعيشها الأمة الآن بما حدث لها سابقاً فى غزوة "أحد" عندما تخلت عن هدفها الأساسى والسامى وترك الجنود مواقعهم لاهثين وراء المادة.
أكد عوف، أن تداول السلطة سلمياً بواسطة الشعب، والابتعاد عن التمسك بالسلطة والكرسى سيكون له الفضل الأكبر فى الصعود من الهوة شديدة العمق التى سقطت فيها الأمة، حيث يقتضى الأمر النضج السياسى من قبل رجل الشارع وإقامة آليات دستورية تكفل التطور السلمى والتحرك الهادئ بما يسهل على المجتمع مهمة إفراز قيادات بطريقة اختيارية مبنية على التربية السياسية فى أحزاب صادقة، بما يساعد فى التوصل لصيغ من أجل تداول الحكم بطريقة هادئة، رغبة فى الاستفادة من كوادرنا، حيث إشار إلى أن مصر بالرغم مما أصابها قد تكون الدولة الوحيدة فى العالم القادرة على إخراج خبراء تنتفع بهم الدول المتقدمة ولا تنتفع هى بهم.
وعن الصراع العربى الإسرائيلى فى المنطقة، أوضح أن ما تفعله إسرائيل هو تنفيذ لسياسة مرسومة من أجل الاستيلاء على المنطقة كلها، مشيراً إلى دور الولايات المتحدة التى قامت به على أكمل وجه، وهو حماية إسرائيل على حساب أى قوة باذخة فى المنطقة، معلناً أنهم انتهوا من العراق وأن الدور القادم سيقع الاختيار فيه على إيران، مدللاً على ذلك باعتمادهم على حجة وجود رؤوس نووية لدى الدولة العراقية رغم نفى د.البرادعى لذلك، ولكنهم أصروا على موقفهم المتربص للعراق، لأنه يوجد على الجانب الآخر إسرائيل بما لديها من ترسانة نووية قوية، فهى تمتلك 200 رأس نووى، واصفاً موقف د.البرادعى من نفى تسلح العراق نووياً، بأنه قام بدوره كرجل حرفى فنى وليس سياسياً، حيث قام بالفعل بكتابة تقرير ينفى تسلح العراق النووى أو وجود برنامج عسكرى يمكن أن ينتج عنه صناعة سلاح نووى.
رئيس البرلمانات الإسلامية: البابا شنودة غير محبوب فى أمريكا
الثلاثاء، 09 مارس 2010 06:45 م