الشقة المحروقة مكونة من غرفتين يعيش الطفلان محمد (3 سنوات)، ومنة (سنتان) مع والدهما، حيث تركهما الأب فى الحادية عشرة صباحاً بصحبة الأم للذهاب إلى عمله، وفى الواحدة ظهراً نام الطفلان فى سلام وأمان، بينما تركتهما الأم لشراء بعض مستلزمات البيت، ليفاجأ جيران المنطقة بنشوب حريق بالشقة وبداخلها الطفلان، وبمحاولات بائسة لإنقاذهما، تكمنوا من كسر باب الشقة ودخولها بعد أن تحول الطفلان لكوم من الرماد فى حالة تفحم لجسدهما بالكامل.
روى الأب عزت أحمد محمد (50 سنة) "جزمجى" لليوم السابع، محاولاً التماسك، وقال "ذهبت يوم الحادث إلى عملى بمنطقة المغربلين التى تبعد عن منزلنا بحوالى 2 كيلو، وفى الثانية بعد الظهر اتصل بى أحد أهالى المنطقة وأخبرنى بالحادث، هرولت إلى المنزل لأجد عربات الإطفاء تحاول السيطرة على الحريق، بينما تم استخراج أطفالى مفارقين الحياة، وتابع الأب "ليس لدى أعداء فى المنطقة، ولم أتهم أحداً بشىء، فهذا قضاء الله وقدره، أنا كل اللى هيجننى إزاى الحريق حصل مع إن النيابة أكدت أنه مش ماس كهربائى، والأنبوبة سليمة، والحريق نشب فى حجرة الطفلين فقط، فكيف حدث ذلك؟".
وبمحاولة التحدث مع الأم هدى سليمان السيد (27 سنة)، قالت وسط دموعها "يا ريتنى كنت معاكم يا ولادى"، ليؤكد لنا جيرانها أنها منذ الحادث لا تنطق وفاقدة للوعى.
نجلاء (30 سنة) ربة منزل الشاهدة الأولى على الحريق، والتى تقيم بالطابق الذى يعلو شقة الطفلين، فوجئت بخروج دخان كثيف من شباك غرفة الأطفال، فنزلت مسرعة إلى باب الشقة، وبالطرق على الباب رد علىَّ "محمد" قلت له افتح الباب، لكنه لم يستطع، صعدت إلى سطح العقار وأخذت أصرخ حتى تجمع الأهالى، حاولوا كسر الباب، أو دخول الشقة من باب "البلكونة" ونحن نسمع صراخ الطفل حتى سكت فجأة، وبكسر باب الشقة وجدنا النيران التهمت غرفة الطفلين بالكامل، ووجدناهما ممددين على السرير ومتفحمين بشكل كامل، حيث وجدنا محمد "محتضن أخته منة" فى مشهد لن أنساه.
انقسم أهالى المنطقة وتبادل بعضهما السباب أمامنا، حيث اتهم عدد منهم الأب بأنه مرتكب الحريق للانتقام من زوجته، لاختلافهما الدائم، حيث كان يتركهم لعدة أيام، وكان بعضنا يتكفل بهما حتى لجأت الأم للعمل، هذا ما قاله عدد من أهالى المنطقة لليوم السابع، مثيرين الشكوك حول الأب والذى بدوره، قام بالتشاجر معهم أثناء جلوسنا معه، وحذرنا من دخول المنزل ثم اختفى بعدها.
ومن جانب آخر أمر سامح سالم وكيل أول نيابة الخليفة باستعجال تقرير الطب الشرعى حول الواقعة فى تحقيقاته التى باشرها لكشف غموض وتفاصيل الحادث.






