لم تكن لتستيقظ فى الصباح الباكر تسابق الزمن كى تصل فى الميعاد.
هناك فى محطة مترو السادات حيث اعتدتما أن تتقابلا وتذهبا سوياً إلى جامعة حلوان.
لولا الهوى..
لم تكن لتسهر طوال الليل وأنت فى فراشك تحت البطانية الوثيرة ماسكاً هاتفك الخلوى منتظراً ردها على رسالتك القصيرة الرومانسية الأخيرة.
لولا الهوى..
لم تكن تلك الدقائق تمر عليك كالدهر وأنت شارد فى كل كلمة هى قالتها.. وكل همسة لك همستها
بل وتتذكر كل لحظات العشق بينكما وأنت فى فترة انتظار رد الرسالة لا تزال.
لولا الهوى..
لم تكن تحدق فى شاشة الهاتف كل هذا الوقت ...
تارة تستنتج ردها ...
وتارة يتمزق قلبك لو جال بخاطرك احتمال أنها لن ترد.
وتظل تهرول بين أمواج الحيرة المتلاطمة حتى تسمع صوت رنين هاتفك معلنًا استقبال الرسالة القصيرة المنتظرة.
قلبك يسبق يدك فى الضغط على زر قراءة الرسالة
لا تكاد تطيق صبراً حتى يقوم الهاتف بالتحميل
قلبك ينبض
وكأن قلبك هبط بين أحشائك من جراء الانتظار
لولا الهوى..
ما كنت تشعر بتلك اللذة والسعادة وأنت تقرأ ردها
لولا الهوى..
ما كان ذلك الشعور الغريب بالنشوة يدغدغ أوصالك وأطرافك.
لولا الهوى..
ما كنت تمنيت للحظة أن تحتضن الهاتف الذى يحوى رسائلها بين يديك.
بل وددت لو قبلت الهاتف عشرات المرات.
لولا الهوى..
ما كنت تشعر بذلك النشاط وأنت ذاهب إليها فى الصباح الباكر.
رغم أنك سهرت أدنى من ثلثى ليلك بسبب التفكير فى الرسالة القصيرة.
لولا الهوى..
ما كنت ذهبت فى أزهى حلة لديك وذلك العطر الباريسى الراقى يعطر كل مكان أنت فيه..
وذلك الجيل الذى يقوم بدوره كما ينبغى قد عرف طريقاً لشعرك ....
لولا الهوى ...
ما كانت الملابس يتم كيها بكل هذا الاهتمام ..
ما كنت تحرص ألا تكرر نفس (الطقم) الذى كنت ترتديه إلا فى نفس اليوم من الأسبوع المقبل على أقل تقدير.
لولا الهوى....
ما كنت تشعر بالحيرة وأنت تقف أمام دولاب الملابس.
فى حيرة يومية أبدية متكررة.
التى شيرت الأزرق الضيق حتماً سيليق على البنطال الجينز الأسود.
لالالالا بل البادى الأورانج ( كى يظهر عضلاتك التى نمت مؤخراً بسبب الذهاب لإحدى صالات الحديد) وذلك لأنها ترغب فى أن تراك باتيستا جامعة حلوان.
لولا الهوى..
ما كنت تشعر بتدفق الأدرينالين كحمم بركانية فى أوصالك.
وأنت تنزل من المترو
تصعد الدرج فى سرعة
وتراها أمامك
منتظرة إياك فى الميعاد ...
تقف فى حياء ..
فجأة تبحث عن الكلام فلا تجده
فجأة قد تاه الكلام ...
بالأمس كنت تود أن تقول لها: 1000000000 بحبك
أو 100000 مليون وحشتينى
فجأة التلعثم تملك لسانك
وعقدة بعقدة من فولاذ لدقائق معدودة
فلا تشعر إلا بيدك تصافحها متذكراً أول سلام بينكما
(منساش أول سلام بالإيد... ولا لهفة المواعيد... دى متتحكيش فى كلام)
لولا الهوى..
ما كان صوتك الذى كان كأنكر الأصوات أصبح همساً ناعماً رقيقاً
لا يسمعه الواقف بجوارك حتى
لولا الهوى
ما كان جارك الذى يسكن بالطابق الأعلى يطلب منك حين يقابلك مصادفة على سلم البناية أن تخفض صوتك قليلاً وأنت تغنى بالمرحاض
لولا الهوى..
ما كنت تمسك القلم والذى قلما تمسكه إلا للمذاكرة
وتكتب خواطرك ومذكراتك
وللأسف ربما تطور معك الأمر وشعرت بأنك شاعر موهوب
بل ستشعر بالبلاهة اللامتناهية وأنت تعرض كشكول الخواطر على زميلاتك وزملائك
لولا الهوى..
ما كنت تقرأ شعر نزار وتسمع أغنيات كاظم الذى كان بالأمس القريب عدوك اللدود... ودوماً ما كنت تعارض صديقك الذى كان يعشقه وتقول له: يجى إيه دا فى سعد الصغير يا حمار !!!
لولا الهوى..
ما كنت تعرف طريقاً لتلك الحدائق الغناء خلف المدرجات
لولا الهوى..
ما كان الجلوس فى تلك الحدائق المرشوشة قد ترك ذكرى أليمة فى خلفية جميع بناطيلك
لولا الهوى..
ما كنت تعرف للهروب من المحاضرات طريقاً ...
لولا الهوى ..
ما كان طالب كلية الحقوق حضر محاضرات كلية آداب قسم لغات شرقية
لولا الهوى..
ما كان ذلك المعيد أحرجك أمام الطلاب وسألك سؤالاً أثناء المحاضرة
ليتأكد أنك لا تتابع الشرح ..
لولا الهوى ...
ما كنت جيت لولا الهوى
لولا الهوى
ما كانت تعرف معنى للأغانى الرومانسية
ولا هاتفك يملأ بالنغمات الرقيقة الهادئة
لولا الهوى
ما كان ذلك الرجل الواقف يرتدى حلة عسكرية بيضاء
تناقضت فى شدة مع بشرته السمراء
يقول لك فى غبطة امتزجت بالحسد
وبصوت أجش غليظ
ممنوع الانتظار هنا يا أستاذ
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة