أكد السفير حسين عبد الكريم مبارك القنصل العام بولاية نيويورك الأمريكية أن عدداً كبيراً من مشاكل المصريين المهاجرين بأمريكا قد انتهت، وذلك بسبب تولى أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وسياسته التى تتوافق فى جوانب عدة مع مصالح العرب والمسلمين والشرق الأوسط، حول هذه المشاكل وحياة المصريين بأمريكا كان لليوم السابع هذا الحوار مع السفير حسين مبارك.
كيف يعيش المجتمع المصرى فى أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر وحتى الآن؟
مشاكل المجتمع المصرى بعد أحداث 11 سبتمبر كانت كثيرة جدا خاصة وأن المجتمع الأمريكى لم يكن يعرف المسلمين والعرب وتعرف عليه من خلال هذا الحادث وربط بين الإسلام والإرهاب، وهو ما أدى لظهور عدد كبير من المشاكل متعلقة كلها بتقبل المسلمين والعرب فى أمريكا والغرب، وتواجدهم واندماحهم فى الحياة العامة بشكل عام، لكن يمكن القول بأن هذه المشاكل انتهت تماما خاصة بعد تولى أوباما رئاسة أمريكا.
وكيف لمست الجالية المصرية هذا التغيير، خاصة وأن حكم أوباما مازال فى بدايته؟
استطاع أوباما خلال هذه الفترة تغيير عدد كبير من المفاهيم، ونفذ عدد من وعوده كان أهمها إغلاق معتقل جونتاناموا، والذى تم نقل عدد كبير من سجنائه لمحاكمتهم من جديد فى سجون عادية وسيتم إغلاقة تماما نهاية هذا العام.
وهل مازال المصريون هنا متفائلون بحكم أوباما؟
التفاؤل تناقص بخصوص الشرق الأوسط، وموقفه من إسرائيل وفلسطين، لكن بالطبع داخل المجتمع الأمريكى والعالمى بشكل عام مازال هناك تفاؤل، فهو ينفذ برنامجه الخاص بالحريات الدينية وغيرها بمنتهى الدقة، فالمصريون يتمتعون هنا فى عهده بكل حقوقهم، كما انتهت نظرة المجتمع الأمريكى للمسلمين على أنهم ارهابيين، واعترفوا على المستويين الرسمى والشعبى أن ما حدث يوم 11 سبتمبر شاذ على المجتمع الإسلامى وقامت به قلة لا يمكن الحكم على كل المسلمين والعرب بناء على تصرفاتهم.
وكيف تغيرت وجهة النظر بهذا الشكل؟
المجتمع الأمريكى لم يكن يعرف الشرق الأوسط نتيجة البعد المكانى كما أن عدد المهاجرين العرب فى أمريكا قليل بالنسبة للمهاجرين بشكل عام، و11 سبتمبر كان التعرف الأول بين أمريكا والإسلام، ولذلك تم الربط بين الحادث والمسلمين والشرق الأوسط، لكن هذا الحادث دفعهم للتعرف على الثقافة والمعتقدات التى يعتنقها مرتكبو هذا الحادث، فأعدوا الدراسات وتعرفوا أكثر على الإسلام وتوصلوا للنتيجة الصائبة، وعلى الجانب الآخر بذلت مصر جهودا لتخطى هذه المرحلة، من خلال الزيارات التى قام بها المسئولون لتعرف الغرب على الثقافة العربية والإسلامية، وبالفعل انتهت الصورة الخاطئة، وهو ما انعكس على الشكاوى التى كانت تقدم من المهاجرين العرب للمنظمات الحقوقية حيث أصبحت أقل.
هل تختلف نظرة المجتمع الأمريكى لمصر عن نظرته للعالم العربى؟
بالطبع تختلف، وتاريخها أيضا يختلف، فالمجتمع الأمريكى تعرف على مصر من خلال معاهدة السلام التى أبرمتها مصر مع اسرائيل عام 79، واستطاعت مصر من خلال هذه المعاهدة رسم صورة جميلة لها، وهى أنها تسعى للسلام الشامل فى المنطقة العربية والعالم كله، لكن نتيجة أن إسرائيل لم تمش بخطى متسارعة لتحقيق هذا السلام، فانقلبت الصورة وباتت وكان مصر هى من تبطئ فى تحقيقه، وبالطبع هذا أثر على صورة الثقافة العربية والإسلامية بشكل عام، وجزء من هذه النظرة الخاطئة بسبب إسرائيل التى تتحكم فى رسم صورة الإسلام والعرب عند الغرب وأمريكا لتحكمها فى الاقتصاد العالمى، وتحكم اللوبى الصهيونى فى السياسة الأمريكية.
وكيف يتعايش المصريون فى أمريكا مع باقى الجنسيات المختلفة؟
المجتمع الأمريكى يمتص كل الجنسيات والأديان، فهو بالأساس مبنى على مجموعة مهاجرين من دول مختلفة، وهو ما جعل المسلمين يعيشون فى أمريكا بدون مشاكل والمحجبات لا يواجهن أى اضطهاد وهذا شيئ منعكس فى الدستور الأمريكى الذى يتيح الفرصة للجميع لممارسة حريته، وما حدث من اضطهاد للمسلمين كان نتيجة احداث 11 سبتمبر وانتهى بمجرد وضوح الصورة.
كيف يحدث ذلك وقد صدر قرار بالتفتيش المرئى للعرب خاصة المصريين فى المطارات؟
التفتيش المرئى لم يطبق حتى الأن، ولن يطبق على المصريين، فقد اتخذت الإدارة الأمريكية قرارا منذ أيام بتطبيق هذا القرار على 14 دولة، تم اختيارهم لتطبيق إجراءات أمنية مشددة على رعاياهم، وذلك لأنها دول معروفة بالتشدد ومنها الجزائر وأفغانستان والسعودية وإيران.
منذ فترة قام المفتى على جمعة بطباعة مجموعة من الكتيبات بلغات أجنبية مختلفة كما قام بتصميم موقع على الإنترنت لتعريف الغرب بالإسلام الحقيقى، ما رأيك فى هذه الخطوة وما هى القضايا التى يجب إلقاء الضوء عليها للغرب؟
مازال الغرب فى حاجة للتعرف على عدد من القضايا المبهمة تماما بالنسبة إليهم وتمثل مناطق شائكة مثل وضع المرأة فى الإسلام والشرق الأوسط، وقضايا الحريات وممارسة الحياة السياسية وعلاقة المجتمع بالرؤساء وما إلى ذلك، وكلها قضايا تحتاج لشرح صريح حتى يتعرف عليها الغرب، وخطوة المفتى جيدة جدا ويجب تفعيلها، وتوصيلها للغرب خاصة وأن المصريين فى الخارج يعانون من التيارات السلفية المتشددة التى تقدم نفسها عبر الفضائيات المختلفة، فيربط المجتمع الغربى الإسلام والعرب بهذه الآراء التى لا تعبر عن صحيح الإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة