محمد حمدى

على أبواب التغيير

الإثنين، 08 مارس 2010 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحيانا يبدو للمتابع بدقة للشئون السياسية أن ثمة تغيير فى الأفق، قد لا يستطيع الإمساك بمفرداته، لكن إرهاصاته تبدو فى الأفق، حتى لو كان هذا الأفق غير مرئى للكثيريين، أو بدا وكأنه نبوءة رغم أنه لا يفضل الحكم على الأمور السياسية المادية بتلك الرؤية غير الملموسة أو المحسوسة.

ودون أن يكون لدى قائمة مبررات موضوعية تستند إلى بعضها البعض لتكون رؤية متكاملة، يبدو لى المشهد السياسى فى مصر فى طريقه لتغيير كبير ومثير، قد يكون أسرع مما يتصور البعض، وربما قد لا ينتظر الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى سبتمبر من العام القادم.

على سبيل المثال جرت العادة فى معظم دول العالم الثالث أنه يسبق أى تغيير سياسى أو انتقال للسلطة عملية تهيئة وتمهيد للمسرح السياسى، تشمل التضحية ببعض رموز النظام السابقيين والحاليين، بدعوى التغيير والتبديل، أو حتى عبر عملية تطهير وإخراج بعض الفاسدين ومن تحوم حولهم شبهات من الصورة.

ومن يتابع السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الراحل أنور السادات يلحظ بلا شك أنه سار على نفس النهج، حين تخلص من جيل الثورة الذى زامله السلاح والنضال والانقلاب على العهد الملكى، ودفع بوجوه عديدة إلى المشهد السياسى على رأسهم نائبه حسنى مبارك الذى كان قائدا للقوات الجوية، وهو ما اصطلح السادات على تسميته بشرعية حرب أكتوبر التى وضعت جيلا جديدا فى الصورة والسلطة على حد سواء.

ومنذ خمس سنوات تعيش مصر مرحلة أخرى مشابهة يتم نقل الشرعية فيها من جيل أكتوبر وشرعيته إلى جيل جديد بشرعية مختلفة، تمثل فى الدفع بالدكتور أحمد نظيف من مقعد وزير الاتصالات إلى رئاسة مجلس الوزراء، لتجرى بعدها عمليات تغيير كبيرة فى هرم السلطة الحاكمة، شمل تقريبا إبعاد معظم الوجوه القديم والتقليدية من الحكومة، لصالح جيل جديد مختلف عمريا ومهنيا، فالعديد منهم من ممثلى مجتمع المال والأعمال، وتتراوح أعمارهم بين الأربعين والخمسين، مقابل الاحتفاظ ببعض الوجوه التقليدية التى تضمن عملية الانتقال خاصة فى الظروف الطارئة.

وداخل الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم جرت مثل هذه العملية صحيح أنها كانت أبطأ من التغيير فى الحكومة على مستوى المناصب القيادية فى الحزب، لكن الوحدات القاعدية فى معظم المحافظات شهدت تغييرات كبيرة، وأدت إلى الدفع بوجوه جديدة وشابة، تمهد لاستقبال التغيير القادم فى الدولة والحزب على حد سواء.. لكن السؤال المهم: متى يحدث التغيير المرتقب؟.. فى تصورى أنه أقرب مما يتصور الكثيرون.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة