ذكرت الصحف العالمية فى إطار متابعتها لملف الانتخابات العراقية، أن العراقيين السنة تحدوا التفجيرات العنيفة التى هزت أرجاء البلاد وذهبوا للاقتراع أمس الأحد، فى مدينة الفلوجة، التى توصف بـ"مدينة المساجد"، والتى كانت تمثل شوكة فى عنق الاحتلال الأمريكى طوال سبعة أعوام، وقالت إنهم استطاعوا توضيح مدى تطور الأوضاع فى العراق وكيف بقى المزيد أمام العراقيين لإحلال الاستقرار فى دولة مزقها الاحتلال.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن مئات من العرب السنة ذهبوا إلى صناديق الاقتراع فى قرى مثل الفلوجة، التى كانت مرتعا للمتمردين فيما سبق، مؤكدين على نيتهم الانخراط على مسرح السياسات بالعراق، مما يوضح تغير موقفهم بشأن الانتخابات بعد خمس سنوات من انتخابات عام 2005.
ورأت نيويورك تايمز أن إقبال العرب السنة على صناديق الاقتراع بأعداد غفيرة كان أبلغ تأثير لهم على الساحة القومية، خاصة بعدما فرض الغزو الأمريكى هيمنتهم على مدار سبعة أعوام.
و ذهبت الصحيفة إلى أن تمكين السنة فى هذه الانتخابات سيزيد من اشتعال الساحة السياسية، لأنه يهدد بنشوب صراع طائفى جديد، فمطالب السنة التى تقتضى بتأمين الرئاسة للسنة بهدف إذابة التأثير الإيرانى، ستزيد من صعوبة تشكيل حكومة ائتلافية فى العراق.
وأشارت الجارديان فى التقرير الذى أعده مراسلها من بغداد مارتن شولوف، إلى أن ما يصل إلى 70% من الناخبين المسجلين فى بغداد قد أدلوا بأصواتهم لاختيار زعيم جديد على الرغم من زيادة فى معدلات العنف اليومى هى الأكبر منذ عامين والتى أودت بحياة 36 شخصاً على الأقل وجرح مزيد من العشرات.
وقد أظهرت الأرقام الصادرة عن المفوضية العليا للانتخابات، والتى تتسم بالاستقلالية، الإقبال الكبير على التصويت فى مناطق أخرى من البلاد، خاصة تلك التى يهيمن عليها السنة فى محافظة الأنبار، على عكس اتجاه المقاطعة السنية لانتخابات عام 2005.
ورغم ذلك، تقول الصحيفة، إن حالة النشوة التى كانت موجودة بقوة فى الانتخابات الماضية عندما كان الناخبين يلوحون بأصابعهم المغطاه بالحبر فى دليل على مشاركتهم بأصواتهم، لم تكن موجودة بقوة هذه المرة، حيث أبقى العراقيون أصابعهم بعيداً عن الأنظار مما يعنى أنهم يفضلون مناقشة خياراتهم فى هدوء ولتجنب تصعيد التوتر الطائفى، على أمل أن تكون المحاولة الثانية للانتخابات أكثر نجاحاً من سابقتها.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست بدورها أن الولايات المتحدة الأمريكية أشادت بانتخابات العراق البرلمانية التى أجريت أمس الأحد، وقالت إن ملايين العراقيين أدلوا بأصواتهم وسط تفجيرات كبيرة هزت أرجاء البلاد، ومع ذلك، سيطرت مشاعر الأمل على قلوب النشطاء السياسيين بأن هذه الانتخابات ستسفر فى نهاية الأمر عن تحقيق الديمقراطية، عندما يحكم البلاد نواب جدد يساعدوها فى وقت تغادر فيه القوات الأمريكية من البلاد.
ورأت واشنطن بوست أن إقبال العراقيين على الانتخابات كان متواضعا، حيث اختار الكثير من العراقيين البقاء بالمنزل خوفا من أحداث العنف، فعلى ما يبدو ساهمت عملية الديمقراطية فى شعورهم باليأس.
ورغم ذلك، أكد الكثير من الناخبين أنهم ذهبوا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم برغم يأسهم من مؤسسة العراق السياسية، وخوفهم حيال المستقبل.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به..
صحف عالمية: العراقيون يتحدون التفجيرات ويشاركون فى الانتخابات
الإثنين، 08 مارس 2010 03:08 م