تأتى على رأسك أفكار كثيرة لا تدرى كيف تتعامل معها من غرابتها وعدم مقدرتك على تصديق تلك الأشياء المحيرة أى لحد الإحساس بعبثية كل شئ.
أى لحد أن تحس أن كل ما يحدث لك وحولك ولكل الناس إنما هو درجة من درجات العبث أى أن ما يحدث لنا وفينا شئ مقصود.. حتى نصل إلى حالة نتقبل فيها أى شئ يحدث لنا وفينا.
وأجدنى أتذكر مقولة للراحل (نجيب محفوظ) يؤكد فيها (أن الأدب أكثر واقعية من الواقع) بمعنى أن الأدب له ضوابطه التى تحدد عمله وأهدافه وكيف يؤدى عمله أما الواقعة فكل شئ سايب على بعضه وكل شئ فاقد لمعناه.
إننا يمكن أن نشخص حال المجتمع من خلال الأغانى التى يسمعها أفراده.. كما أوضح لنا حكيم الصين الأول كنفوشيوس - عندما أوضح لنا وأكد على أنه قادر أن يشخص حال أى شعب من خلال الأغانى التى يسمعها والأغانى التى يسمعها الشعب المصرى أغانى فجة وسوقية تفسد الذوق وتوجد البلادة لمن يسمعها وهى أغانى تولى سائقو الميكروباصات ترويجها.
حتى تلك الملعونة والتى تحمل اسم توك توك تولت هى الأخرى إفساد أذواق الناس بتلك الأغانى التى يسمعها كل الناس الراكب والجالس والماشى والنائم، فهذه الملعونة توجب الشوارع كما الذباب الذى فرض علينا وحالنا أن نقضى عليه نجده يتكاثر بطريقة عكسية تجعلنا نسلم بوجد الذباب وكذلك التك تك الذى فرض علينا من رجل أعمال باعت له الحكومة حق استغلال الشارع فاحتلها من خلال أتوبيساته وسيارته وتوكتوكاته التى تتولى مصانعه صناعتها.
إن مصر تمر الآن فى مرحلة الاحتضار التى تسبق خروج الروح من الجسد فكل فرد من أفرادها يبحث عن نفسه.. حيث يردد دائما أنه لا يريد شيئا من الدنيا غير تربية العيال وما أن تكبر العيال حتى نجدهم يجبون الشوارع بلا معنى بلا هدف.
وأصبح فتح مقهى يبيع الشاى والجوزة هو المشروع الرسمى فى مصر فمصر بها عدد لا يحصى من المشاريع التى تفسد الذوق.
فهل لدى الحكومة أى إحصاء بعدد المقاهى المرخصة والغير مرخصة.
بالطبع لا لأن فتح أى مشروع آخر غير المقهى والتوكتوك يعد استحالة من كثرة الأوراق المطلوبة (هل أحكى لكم كيف فتح أخى عصارة قصب، ومدى التعب الذى لاقاه من الأجهزة المسئولة).
ومن هنا أصبح التوك توك هو المشروع القوى الذى قدمته الحكومة للشعب حتى تقضى على البطالة وتشغل الشباب والعيال والرجال فأصبحت التكاتك تحتل شوارع.
وعنصر أساسى فى السرقات والاغتصاب والقتل ولا أحد يهتم أو بغضب لهذا الوطن الذى انتهكت حرماته من بيع كل شئ وكان آخر ما تم بيعه شوارع مصر فقد تم بيع شوارع مصر لرجل أعمال – وأصبح تقريبا هو المتحكم الأوحد فى النقل الداخلى والنقل داخل القرى والأحياء الشعبية حيث احتل النقل بين المحافظات عبر أتوبيساته التى لا تعد, واحد يهتم أو يبالى من هذا الاستحواذ على مقدرات البلد فى يد أشخاص فتحولت البلد فى أيدهم كما الشوخشيخه فى يد الأطفال.
والكل فى خدمة هؤلاء الأفراد الذين يمكنهم أن يسلموا البلد إلى الشيطان من أجل مصالحهم.
قبل نهاية شهر شعبان الماضى تقابلت بطريق الصدفة مع مهندس معمارى من خان الخليلى لكنه مقيم إقامة كاملة فى ميلانو وهو فى زيارة إلى مدينة المنصورة حيث قابلته فكان سؤالى الوحيد الذى وجهته إليه:
ما الفرق بيننا وبينهم؟
وبعد حوار طويل وجميل فى مغربية يوم يستعد لقدوم رمضان اتفقنا أنا وهو أن الفرق بيننا وبينهم هو الشارع هم لديهم شارع الكل يحترمه ويحافظ على قداسته القانون – التعليم – البيت علموهم ذلك أما الشوارع فى مصر سر نكبتها الحياتية فالكل استباحه ولا أمل إلا بعودة القانون إليه.
ونتيجة لذلك تم تقسيم الوطن إلى(إن لم تكن غنى فأنت فقير وإن لم تكن إخوانى فأنت سلفى وإن لم تكن وطنى فأنت معارض وإن لم تكن معى فأنت ضدى ........................) ربنا يستر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة