رد على ادعاءات فتحى عبد الله ووصفها بالرخيصة والمفترية والكاذبة..

الشاعر محمود قرنى يكتب: استقالة لا تنقصها الأسباب

الإثنين، 08 مارس 2010 09:10 م
الشاعر محمود قرنى يكتب: استقالة لا تنقصها الأسباب الشاعر محمود قرنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل الشاعر محمود قرنى أحد أعضاء اللجنة التحضيرية لملتقى قصيدة النثر ردا على تصريحات الشاعر فتحى عبد الله الواردة فى حوراه باليوم السابع وفجر فى شهادة العديد من المفاجآت التى تنفى مزاعم عبد الله.

وكان اليوم السابع قد نشر حوارا مع عبد الله هاجم فيه أعضاء اللجنة التحضيرية للملتقى خاصة الشاعر على منصور والشاعرة لينا الطيبى وآخرون، مستثنيا الشاعر محمود قرنى من هجومه، وفى أعقاب ذلك نشر اليوم السابع ردا من الشاعر على منصور، على تصريحات عبد الله، واليوم يرد "قرني" على كل الأمور المتعلقة بادعاءاته، واليوم السابع يؤكد دائما أنه ليس طرفا فى أى نزاع وأن باب النشر به مفتوح لجميع الشعراء والمثقفين.

استثنانى الشاعر فتحى عبد الله من "المحرقة" التى وضع فيها شركاءنا من أعضاء اللجنة التحضيرية للملتقى الثانى لقصيدة النثر، حيث أخرجهم – بداية – من الشعر والسياسة والصراع الاجتماعى، بتأكيده على أنهم لا قيمة لهم فى الحقول التى يتمسحون بها، فلا شعر لديهم ولا سياسة، ومن ثم ينعدم وعيهم بطبيعة الصراع الاجتماعى. ثم أسهب فى وصفهم
بـ"الشغيلة" و"العمال الثقافيين" الذين تنحصر مهامهم فى اتجاهين لا ثالث لهما، الأول: العمل اليدوى الذى يتصل باستقبال الضيوف وترتيب الإقامة والاتصال، والثانى: العمل على إلحاق الملتقى بوزارة الثقافة ومن ثم تدجينه والخروج به عن المضامين التى تشكلت فكرته حولها. مؤكدا – فى الوقت نفسه – أنه من قام بكتابة معظم بيانات الملتقيين "الأول والثانى" وهو العمل الذى قدمه عبدالله – حسب طبيعة خطابه – على أنه عمل أكثر رفعة من الأعمال ذات الطبيعة اليدوية التى لا تحتاج - بطبيعتها - إلى أنماط منتظمة من التفكير، وذلك لكى يؤكد المسافة بين عمله "الرفيع" وبين مهام زملائه "الوضيعة". لكن عبد الله الذى قام بكتابة معظم بيانات الملتقيين "الأول والثانى - وهو ادعاء يفتقر الى الدقة على كل حال - وضع أسماء زملائه عليها كى يتبدى الفعل جماعيا. وحسب تصنيفاته - التى تنتمى فى حقيقتها إلى تصنيفات أنظمة ما قبل الدولة بكل عسفها وتخلفها - بدأ الحديث مفرطا فى قسوته، مغال فى تجاهل الحقيقة، قطعيا فيما لا يقبل القطع، مدلسا ومكذوبا عن تاريخ ما زال قريبا، فضلا عن جهله بالتناقضات الهائلة التى يحتويها.

فالملتقى لم ينهض فى الحديقة الخلفية لأجهزة الأمن ولا أجهزة وزارة الثقافة ولا أية مؤسسة رسمية والا لما بقيت فيه لحظة واحدة، بل نهض على فكرة جامعة تنشد الاستقلال التام عن الفعل المؤسسى، لذلك فقد ظل وسيظل بعيدا عن الكهانة وزعم امتلاك الحقيقة، بل هو يقاوم مثل هذه الأفكار التى طالما أساءت لقوة النخبة.

وقبل الخوض فى الرد على عبد الله، كان لابد من التأكد من صحة المادة المنشورة، لا سيما وأنه أكد لى عدم صحة المادة المنسوبة إليه كما أكد على نفيه المطلق لكل ما نشرت اليوم السابع على موقعها وأن مثله لا يقع فى مثل هذه الفجاجة وهذا الكم من التناقضات، وتدخل فعلا فى تعليق على موقع الجريدة نافيا بعض مانشر على لسانه، غير أننى تأكدت بعد ذلك أن ما قاله شفاهة وتوثيقا أسوأ من الحوار المنشور، بل إننى لن أكون مبالغا إذا قلت إنه يحوى سبابا يوقع بصاحبه تحت طائلة القانون، وهو الأمر الذى دعانى للتدخل بهذا الرد عله يساهم فى كشف جانب من حقيقة الصراع.

فقد كان الملتقى واحدا من الأفكار التى حاولت دفع الشعراء إلى مقاومة عزلتهم بعد أن أصبح الحديث عن الشعر الجديد يدفع للمزيد من عدم الإنصات، وبدت الصورة كما لو أن المجتمع الذى يكتب الشاعر من أجله هو من يقاوم؛ بل يسخر من فكرة التجديد، وكان هذا الأمر يعد التعبير الأكثر قسوة عن هزيمة المشروع النهضوى بغض النظر عن القيم التى يحاول النص الشعرى ترسيخها.

على جانب آخر كان التأكيد على فكرة الاستقلال يعنى التأكيد على موقف الملتقى من الصراع السياسى والاجتماعى على حد سواء وهو موقف التفت حوله اللجنة التحضيرية منذ انطلاق الفكرة، وهو ما يمكن تلخيصه فى عدد من النقاط:
أولا: تأكيد الملتقى فى كل أوراقه على تلاشى الأفكار ذات الصبغة الوطنية التى يمكن أن يتشكل حولها اجماع منتج لحيوية مجتمعية، قادرة على إعادة صياغة الوعى العام حول حتمية فكرة التطور على كل الأصعدة.
ثانيا: الكشف عن الآثار المروعة لاستعانة السياسى بالقفاز الخشن الذى يعتمد القوة الغاشمة فى حسم اختياراته، بعد أن كان يعتمد فى تشكيل الوعى العام على الأدوات التى تم التوافق على أنها اليات الانتاج المعرفى.
ثالثا: الكشف عن النتائج التى ترتبت على إلحاق النخب الفاعلة بكتائب التبرير السياسى والثقافى لإضفاء المشروعية على أداءات سياسية مختلة، تفتقر إلى الكفاءة القانونية والأخلاقية.
رابعا: فضح التنامى المذهل لجماعات الفساد السياسى والثقافى وكذلك تنامى قوة المحافظين. وسيطرة كلا التيارين على أدوات التدجين وإعادة إنتاج الأصولية بشكل شبه كامل. الجماعة الأولى تمارسه بقوة البطش االسياسى والثانية تمارسه عبرالخطاب الغوغائى ضد السلطة الزمنية فى الصراع الحضارى.
أما على المستوى الجمالى فقد أراد الملتقى تأطير الانتقالة التاريخية التى حققتها قصيدة النثر منذ تسعينيات القرن الماضى، وتأكيد ملامح التحولات الجمالية عبر هذه الحقبة، التى حققت قفزة مؤكدة على النص الريادى بشكله التفعيلى هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تأكيد قفزتها على منجز قصيدة النثر الريادية، يتمثل ذلك فى عدد من الملامح التى يمكن إيجازها فى هذه النقاط:
أولا: مغادرة الشعرية الجديدة، فى نماذجها المؤثرة، للقاموسين الفرانكفونى والأنجلوساكسونى، واكتشاف خصوصيتها وفرادتها فى استكناة الأسطورة الشخصية وإنسانية الرموز الخاصة والمحلية على السواء.
ثانيا: خروج النص الجديد على الوعى الحداثى لقصيدة النثر المؤسسة فى صيغتها التاريخية، بلغتها المكتظة بالتفجع ومن ثم القداسة وتعظيم الحس الاستشهادى والكهنوتى.
ثالثا: عودة الشعر الجديد إلى الاعتداد بفكرة التلقى، ومن ثم البحث عن مفهوم أكثر مرونة وتواضعا للوظيفة الشعرية.
رابعا: رفض الجانب التفاؤلى فى العلاقة بالسلطة أيا كان نوعها رغم ما يشى به تصور هذه الشعرية الأقرب إلى تراث الرومانسية فى العالم.
هذه هى المبادئ التى التأم حولها الملتقى وما زالت تمثل – تلك المبادئ - مرجعيته الحقيقية. ولم يكن الأعضاء - موضع الاتهام - أدوات تعيق تأكيد هذه المعانى فى أية لحظة كان عليها الملتقى، لذلك ستظل تصريحات فتحى عبد الله مثيرة للأسئلة والتكهنات لاسيما أنها لا تستند إلى أية حقائق موضوعية.

وفى كل الأحوال لابد لى أن أشكرعبد الله على هذا الاستثناء الذى خصنى به، برفع اسمى من قائمة "دهماء الملتقى وغوغائه!!!" رغم أنه قام بالتعميم فى حوار لموقع جريدة السياسى نشر قبل حواره لليوم السابع بيوم واحد.

ورغم هذا الامتنان أود التعبير لعبد الله ولعامة وخاصة القراء الكرام عن أننى غير مغتبط – بالمرة - بهذا الاستثناء، بل ربما بدا لى – للوهلة الأولى - مثيرا لبعض الريبة.
أما من حيث عدم اغتباطى به فيرجع إلى كونى سعيدا كل السعادة بشراكتى لهؤلاء "الشغيلة والعمال الثقافيين الموصومين بالوضاعة"، وقد سعدت بإنجاز بعض من هذه الأعمال "الوضيعة" مع زملائى، ومن ثم يكون استثنائى من هذا التصنيف فى غير محله، فأنا أحب أن أحشر فى زمرة العامة والدهماء الذين خرجت من رحمهم، وإذا كان عبد الله يقصد – من وراء استثنائى وضعى موضع الحياد - وهو سبب كاف لتحقق الريبة - فقد خاب مسعاه خيبة مؤكدة. فتاريخ عبد الله مع مواقفى داخل الملتقى وخارجه لا يدفع إلى أبعد من هذا الاعتقاد، وسوف أوضح الأسباب عما قليل. لكننى أجد فائدة وحيدة لهذا الاستثناء حيث تحول بموقفى من موقع المتهم إلى موقع الشاهد.

ولاعتقادى بأهمية الفعل الذى أقدمنا عليه – وربما أكون مخطئا – أجدنى فى حاجة ماسة إلى تقديم شهادة عدل عن تلك الوقائع التى تناهبتها الكثير من الأهواء، ربما لشعورى بأنها لحظة فارقة لا يجب أن تضيع فيها الحقيقة بين أيدى من صنعوها، فذلك نكوص عن تأطير تاريخى يعد القيام به عملا أخلاقيا قبل أن يكون نزوعا موضوعيا. من هنا أرانى لا أكاد أتبين خيط الحقيقة فيما قال عبد الله حتى أجدنى متعاطفا أشد التعاطف مع هؤلاء النبلاء الذين تحولوا – بين عشية وضحاها – إلى فعلة يحملون قصعة الملتقى على رؤوسهم ثم لا يجدون غير السياط تلهب ظهورهم، بينما يجلس الشيوعى الأخير على منصته المهدمة ليعيد تعريف العمل - برغم تصنيفه قبل قرنين من الزمان على يد أوليائه - بين عمل يتسم بالوضاعة وآخر بالتسامى، وهى إعادة تعريف لا أراها تستأنس بالتراث الإنسانى الذى راكم مفاهيم أكثر رفقا بالعامة والدهماء من تعريفات عبد الله، بل هى – للأسف - تستأنس بأحط الغرائز التى خلفها عصر ما قبل الإقطاع بتراثاته المريرة التى أعادت إنتاج مفاهيم العبودية والاسترقاق، تلك التى ألهبت ظهور "الشغيلة" من بنى الإنسان، حيث يختار الأمراء والنبلاء الأعمال التى توصف بالرفعة وهى أعمال لا شراكة فيها مع عامة الشعب ودهمائه، وعادة ما تكون "أعمالا يدوية" وهى وضيعة حسب هذا التصنيف "الباترياركى" وتظل من نصيب الفقراء والمعدمين من غير المتعلمين ومن غير المنحدرين من صلب الفكرة العشائرية، وهى أفكار سوف تسيئ عبد الله تسميتها بأسمائها الحقيقية إذا ما قورنت ببياناته التى تتمسح بركام الفكرة الثورية.

وانقلاب عبد الله على رفاقه ليس الأول فى طبيعته ولا مضامينه، حيث سبقه بالعديد من الانقلابات التى كان من نتيجتها الكوارث والانقسامات التى حاقت بالملتقى منذ دورته الأولى. فهو من ألحق بالملتقى الشخص الذى فجره فيما بعد، بل قام بدعم سلوكه غير الأخلاقى طيلة فترة الإعداد، وكان هذا الدعم موجها ضدى على نحو خاص، اعتقادا منه أننى أملك تسييرا اللجنة كيفما أشاء، وهو اعتقاد لا يستند الى حقيقة قدر استناده على الحس التآمرى الذى يبدو فطريا. وعندما أجمعت اللجنة على استبعاد هذا العضو بإجماع آرائها اعتقد عبدالله أن الإجراء كان ضد تحالفه غير المقدس رغم أنه كان من الموافقين على هذا الاستبعاد، لذلك عاد وأنكره وأشاع أن الإجراء تم بعيدا عنه واصفا إياه بالتعسفية، وقام – إثر ذلك - بمقاطعة الملتقى، ثم دعم انشقاقا ضده مع العضو المستبعد ومضى مشاركا فى صناعته، وهو انشقاق كانت وما زالت آثاره شديدة السلبية على مصداقية الجميع، ثم عاد إلى حيث كان بعد تطمينات الأصدقاء باستبعاد فكرة التأمر ضده، غير أن أداءه خلال دورتى الملتقى لم يتعد الحضور فى اجتماعات اللجنة دون إنجاز أية أعمال من أى نوع، ولم يقدم عبد الله خلال هاتين الدورتين سوى بيان الملتقى الأول ثم الثانى وكليهما كان مجلبة للعديد من الانتقادات الحادة التى تم توجيهها للملتقى. فالأول جاء تحت عنوان أقرب للهزلية هو "عسكرة الشعر" وكانت هزليته تتبدى فى عجزه عن تعميق هذا المعنى الملتبس فى بطن البيان وكشف ما يرمى إليه من مقاصد لاسيما وأنه حاول الربط بين الأنظمة العسكرية العالم ثالثية وبين اسخدامها غير الرشيد للمثقف، فظل المعنى غائما لدى السامع كما لدى القائل. وفى الثانى قدم بيانا ركيكا، شديد الضعف والقدامة، كان محط استياء من كل الاتجاهات. هذا ما قدمه فتحى عبد الله للملتقيين، أما بقية البيانات والأوراق والمحاور النقدية، وهى أضعاف ما قدمه، فتضطرنى اللحظة إلى الاعتراف بأننى كاتبها، لذلك يدهشنى قول عبدالله أنه كاتب معظم البيانات فى الملتقيين، من أين واتته الجرأة ـ إذن – على تزوير الوقائع القريبة؟!!

بقى من هذه النقطة اتفاق أخلاقى كنت قد اتفقت عليه مع عبد الله إلا وهو ضرورة إفساح المجال أمام زملاء جدد يجب أن يتقدموا منصة الافتتاح فى الملتقى الثانى لإلقاء كلمات الافتتاح والبيان، بعد أن تقدمنا نحن لهذا العمل فى الدورة الأولى، وذلك تجنبا لتكرار هيراركية المؤسسة وسلوكها الفج وتراتبيتها الزائفة. وقد التزمت من جانبى بما أعلنته للزملاء رغم ضغوطهم بضرورة مشاركتى ببيان أو كلمة افتتاح، ومع ذلك تركت مكانى سعيدا للصديق الشاعر عاطف عبد العزيز – وهذا حقه بطبيعة الحال - بينما تمسك عبد الله بتقديم البيان ولم يستطع مقاومة إغراءات المنصة، لذلك لم يطلب من الشاعر على منصور – حسب ما جاء فى الحوار - كتابة البيان سوى قبل موعد انطلاق الفعاليات بثمان وأربعين ساعة ولم يكن الوقت مناسبا بطبيعة الحال، يؤكد ذلك أن البيان كان قد تمت كتابته بالفعل، ومن ثم لم يكن الطلب سوى إبراء للذمة، أى أنه كان يفتقر الى الجدية والأخلاقية.

أمام هذا الإصرار على الظهور الاستعراضى، لماذا يزعم عبد الله فى حواريه باليوم السابع والسياسى أنه لا يحب المشاركة فى العمل العام، وأنه دأب على رفض الدعوات التى تصله من مصر وخارجها، فهل هذا سلوك المترفع؟ ومن أين أتته هذه الدعوات التى يتحدث عن أنه لم يقبلها ؟!!!

وفى كل الأحوال لم يكن تحفظ أعضاء اللجنة على البيان سوى تعبيرا عن خوائه من أى موقف جمالى يشير إلى أن ثمة علاقة بينه وبين فعالية نوعية بطبيعتها، فضلا عن تعمد عبد الله عدم عرض البيان على اللجنة رغم تكليفه به قبل أكثر من شهر على موعد الافتتاح، وكان الرد الأكثر جاهزية هو اتهام الزملاء بأنهم انما يعترضون على البيان لأنهم الذراع الخلفية لوزارة الثقافة داخل الملتقى، هذا بينما واقع الحال يؤكد أن مكتسبات عبد الله من وزارة الثقافة تتجاوز بكثير مكتسبات من وضعهم موضع اتهامه، وعلى عبد الله أن يتذكر أنه الشاعر الوحيد بين أبناء جيله الذى طبع كل ما صدر له بالهيئات المملوكة للوزارة ثم أعيد طبعها فى مشروع مكتبة الأسرة، فمن إذن الذى يعمل جنديا فى الحدائق الخلفية للوزارة؟؟!! لذلك لا يمكن قراءة هذا الاتهام المتكرر من عبد الله لزملائه – رغم افتقاره إلى أية جدية تؤازره - إلا كنوع من المزايدة المترخصة، على العكس من ذلك فعبد الله بما فعله بدا – فى نظر كثيرين - منفذا لإرادة لا يمكن التكهن بها، هدفها العميق ينحصر فى تدمير الملتقى تدميرًا نهائيا. فهل ستنقذه – عبد الله - المزايدات الفارغة من المصير الذى تعرض له إبان اتهامه بإبلاغ السلطات عن مجلة ابداع ؟!!! بالإضافة إلى ذلك كثيرا ما أساء عبد الله للزملاء إساءات شخصية وجارحة فى العديد من الاجتماعات، حدث ذلك مع الشاعرة لينا الطيبى،

الشاعر عاطف عبد العزيز، الشاعر فارس خضر، والشاعر على منصور. غير أنهم كانوا الأكثر حرصا على استمرار الملتقى، فقابلوا الكثير من هذه المهاترات بالمزيد من التسامح.
ولا يمكن للمرء أن يتعامى عن هذه اللغة الاستعراضية شبه الفاشية التى اكتظ بها حوار عبد الله المنشور باليوم السابع مثل: الملتقى ملتقاى، الفكرة فكرتى، كل هؤلاء جاءوا على ما أقدمه، من حقى قول ما أراه صحيحًا. وهى مرادفات يتناسل بعض عفنها من بعضه الآخر، ومن ثم فهى لا تستحق أدنى تعليق، لكن ما الذى سيقول عبد الله عندما أذكره بأننى كاتب الورقة التأسيسية للملتقى، التى تم تقديمها فى البداية إلى مركز "تاون هاوس" ثم تم تقديمها لنقابة الصحفيين حيث وافقت عليها وانعقد الملتقى الأول على ما جاء فيها، هل سيظل يردد الخطاب نفسه؟!

أما عن نفيه القيمة الشعرية عن زملائه بهذا الإسراف وهذه الغطرسة فهى مغالطة مضافة لسجل مغالطاته، لأن نصوصهم - بلا استثناء - عرفت الطريق إلى الانتشار وإلى حلقات الدرس النقدى بأكثر ما هو عليه نص عبد الله، ومن ثم فقد حازوا اعترافيه ومشروعية أكبر بكثير مما يتمتع بها نصه، لذلك فان مثل هذه الاتهامات لا تدعو إلى التشكيك فى شعريتهم قدر تشكيكها فى شعرية قائلها، لأنها تعبر – فى حقيقتها - عن الكثير من انعدام التحقق وتؤكد مزيدا من الشعور بالانسحاق.

أما فيما يتعلق بقيمة هذه الشعرية فالفعل التاريخى وحده القادر على فرز غثها من ثمينها، وفى كل الأحوال يبقى كل شاعر أقدر على الدفاع عن مفهومه الشعرى ومن ثم منجزه .
لقد واجه الملتقى – طيلة أكثر من عامين – الكثير من الأطماع والتحديات، منها ما قامت عليه المؤسسة ومنها ما قام عليه الشعراء، ومنها ما تكفل به بعض أعضاء اللجنة التحضيرية. فقد رأى فيه غير الفاعلين استظهارا لجيل شعرى معزول يجب أن يبقى كذلك حتى يدخل القبر، ورأى بعض "الكهنة " أن ماتحقق - بعيدا عن حظوتهم – لا يجب أن يظل حيا. لذلك لم يكن مدهشا أن ندعو شاعرا من هؤلاء الكهنة لإلقاء كلمة الشعراء، فيوافق من فوره - هو الذى ظل يزعم أنه غادر عهده بالوقوف على المنصات إلى غير رجعة - ويزكى تماما فكرة القاء كلمة باسم الشعر المصرى، ثم يعتلى المنصة متطاوسا، وإذ به يسخر من فكرة إلقاء كلمة تحت هذا العنوان مؤكدا أنه لا يمثل إلا نفسه، قائلا إن الشعر لا يمكن تقسيمه حسب الجنسية معتقدا أنه يعيد اختراع العجلة، ثم يختتم كلمته بالقول عن نفسه: أنا الشاعر وسواى العدم ثم يكررها ثلاث مرات، ويبدو أنه سيظل يكررها طويلا، لكنه – على الأرجح - لن يتمكن من فعل ذلك ثانية على الملأ، لكنه يمكنه – بالتأكيد - فعل ذلك أمام المرأة.

وما فعله هذا الشاعر فعله فتحى عبد الله وكذلك تفعله المؤسسة بمناسبة وبغير مناسبة. وهو سلوك فى مجموعه يعبر عن تحالفات تفتقر إلى أدنى القواعد الموضوعية والأخلاقية، وتتسم بفائض من العسف والتنكيل بعمل سيبقى منه نبل مقصده رغم أنف المتطاولين عليه، هؤلاء الذين يقبضون على أسلحة رمزية لقتل كل قيمة، بينما لا تجمع شتات مقاصدهم إلا حقول واسعة من الغلظة والمرارة.
أما أصدقاء الملتقى: فارس خضر، لينا الطيبى، هشام قشطة، عاطف عبد العزيز، غادة نبيل، وعلى منصور فلا أملك لهم لا الإكبار والإجلال على ما قدموه بمزيد من التفانى، وهم يتحلون – فى صمت – بتعفف الزاهدين.

هذا وبعد أن تسممت البئر واتسع الخرق على الراتق، على ما جرى به المثل العربى لم يترك لنا الأقران مكانا فى الجسد إلا أوسعوه رشقا بالسهام، لذلك يؤسفنى أن أعلن استقالة نهائية لا رجعة فيها من الملتقى، وأظنها استقالة لا تنقصها الأسباب.

وعلى الذين نهشوا لحمنا أن يتقدموا خطوة للأمام ويتحدثوا فى العلن حتى نراهم. ولكل من ادعوا ويدعون ملتقى قصيدة النثر: أقول لهم: هاك الملتقى، خذوه.. ها هو صار جثة هامدة، ألم يكن ذلك ما تريدون؟


موضوعات متعلقة

منصور يرد على عبد الله: أنت عالة على المؤسسة
عبد الله: ملتقى قصيدة النثر "فكرتى" والباقى "شغيلة"
أعضاء ملتقى قصيدة النثر يرفضون تصريحات عبد الله
الشاعر فتحى عبد الله: الفاسدون يديرون الصحافة والثقافة





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة