أعلن د. عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" أن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذى يشرف الإيسيسكو على تنفيذه، يهدف فى المقام الأول، إلى نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها، وإنعاش رسالتها، وإلى تخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعددٍ من العواصم الإسلامية تمَّ اختيارها وفقَ معايير دقيقة، ومراعاةً للدور الذى قامت به هذه العواصم فى خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية عبر مسيرتها التاريخية.
وقال فى كلمة ألقاها فى حفل انطلاق احتفالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010 عن المنطقة العربية أقيم صباح اليوم فى مدينة تريم اليمنية «ليس القصد من هذا البرنامج، التعلق بالماضى والحنين إلى الأمجاد الغابرة، ولكن القصد منه استثمارُ العطاء الثقافى التاريخى لهذه العواصم، في بناء الحاضر والمستقبل على المبادئ المستلهمة من الحضارة الإسلامية، التى هى إرثٌ مشتركٌ للإنسانية جميعها، على اختلاف شعوبها، وتباين أجناسها، وتعدّد مشاربها الثقافية، وتنوّع عناصرها الفكرية وخصوصياتها الحضارية».
وأشار إلى أن هذا البرنامج يندرج فى نطاق العمل الكبير الذى تنهض به الإيسيسكو، على الصعيد الإسلامى العام، وعلى الصعيد الدولى أيضاً، لتجديد البناء الحضارى للعالم الإسلامى من جهة، ولتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنسانى إلى العالم أجمع من جهة أخرى، وذلك من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة، التى منها استمدت النهضة الأوروبية أنوارها، وعلى أساسها قامت الحضارة الإنسانية المعاصرة على اختلاف مشاربها.
وأوضح أن هذا هو الأمر الذى يساهم إلى حد كبير، فى تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وفى إشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، فى هذه المرحلة العصيبة التى يمرّ بها العالم اليوم، والتى تستدعى من المجتمع الدولى تضافرَ الجهود جميعاً، وعلى شتى المستويات، من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر جمّة من جراء تفاقم مشاعر العنصرية، وتجاوز القانون الدولى، والتطاول على حقوق الشعوب وسيادة الدول، وغطرسة إسرائيل وتماديها فى العدوان على الشعب الفلسطينى ومقدسات الأمة الإسلامية، وصمت الدول الكبرى أمام هذا العدوان وازدواجية مواقفها تجاه القضايا العادلة، الأمر الذى يدفع مجموعات من شباب العالم الإسلامى إلى اللجوء إلى العنف والوقوع فى أيدى جهات توظفهم ضد مصالح بلدانهم وأمتهم، وتسئ إلى دينهم وحضارتهم.
وقال إن الاحتفال بعواصم الثقافة الإسلامية كل سنة، هو تعبير وافى الدلالة عن الاهتمام الذى توليه الإيسيسكو والدول المعنية كافة، للعمل الثقافى على تعدّد مجالاته وتنوّع مناحيه، باعتبار أن الثقافة فى مفهومها العام ومدلولها الشامل، هى حجر الزاوية فى البناء الحضارى للأمم، وهى القاعدة المتينة للإقلاع الاقتصادى، وللازدهار الاجتماعى وللتنمية الشاملة المستدامة.