المنتجة آسيا أحد أهم النساء المؤثرات فى السينما المصرية، لأنه بنظرة واحدة إلى مشوارها فى عالم السينما وإنجازاتها، ندرك أهمية الأعمال التى قدمتها وأيضا النجوم الذين كانت السبب فى دخولهم مجال التمثيل، وأيضا المخرجين الذين وقفت بجانبهم وآمنت بتجربتهم ليقدموا أعمالا هاما نعتبرها أحد أفضل الأفلام فى تاريخ السينما، ومنهم المخرج يوسف شاهين الذى وفرت له كل الإمكانيات المادية من أجل فيلم "الناصر صلاح الدين" 1963 وأعطته أعلى أجر لمخرج وقتئذ وهو 9 آلاف جنيه فى حين بلغت ميزانيته 200 ألف جنية وهو رقم يعد ضخما بمقاييس الأفلام التى انتجت فى تلك الفترة، و يعد أول فيلم مصرى بالألوان وسينما سكوب، كما قدمت للسينما مخرجين كبار منهم هنرى بركات، وكمال الشيخ، وحسن الإمام، وحسن الصيفى، وحلمى رفلة.
عشق آسيا للسينما ورغبتها الدائمة لتقديم أعمال متميزة جعلها لا تهتم بالعائد المادى وحسابات الإيرادات وشباك التذاكر، لذا أعلنت إفلاسها بعد فيلم "الناصر صلاح الدين" فرغم نجاحه الكبير إلا أنه لم يستطع تغطية تكلفة إنتاجه، لتنهى آسيا مشوارها السينمائى كممثلة ومنتجة وتبقى فى ذاكرة عشاق السينما، الذين يدينون لها بالفضل ويؤكدون أنها تستحق لقب " أم السينما المصرية" الذى أطلقه عليها محبيها، خصوصا أن عمرها يعد من عمر السينما المصرية، حيث بدأت مشوارها عام 1927 عندما ظهرت كممثلة فـى فيلم "ليلى" أول أول فيلم مصرى صامت.
وتعلقت آسيا بالسينما، لذا رغبت فى تقديم أعمال فنية ذات مستوى رفيع ولم تتردد فى تأسيس شركة "لوتس فيلم لإنتاج وتوزيع الأفلام" والتى يتذكر أى مشاهد لأفلام الأبيض والأسود تلك العلامة لشركة لوتس الشهيرة التى كانت تظهر قبل بداية أكثر من 70 فيلما فى السينما المصرية أبرزها فيلم "رد قلبى" و" امرأة خطرة" و"عندما تحب المرأة" و"ساعة لقلبك" و"آمال" و"من القلب للقلب"
آسيا لم تقدم أفلاماً فقط للسينما بل قدمت نجمات كبار من مصر ولبنان، حيث اكتشفت صباح وكانت السبب فى دخولها مجال التمثيل، حيث أرسلت آسيا لها طلبا للحضور إلى القاهرة، وأقنعتها بخوض تجربة التمثيل، ونجحت المنتجة آسيا فى هدفها وقامت صباح ببطولة فيلم "القلب له واحد"، خصوصا أنها كانت تراهن على صباح وتعتبرها اكتشافاً هاما لها لمنافسة نور الهدى التى اكتشفها يوسف، وقدمت آسيا للسينما المصرية أيضا الفنانة فاتن حمامة، وغيرهم من النجمات اللائى أصبحن رموزا فى السينما المصرية.
ونافست آسيا العديد من شركات الإنتاج وتفوقت عليهم ومنهم شركات إبراهيم وبدر لاما وعزيزة أمير وبهيجة حافظ، بل حرصت على تقديم أفلاما ملحمية منها "شجرة الدر" و"أمير الانتقام"، وكانت لها رؤية فنية بعيدة النظر، لأنها كانت فنانة تحب السينما فأعطتها كل ما تملك وبقى أسمها بارزا بشدة فى تاريخ السينما المصرية، ليؤكد دائما على أن المرأة ساهمت بشكل كبير فى تأسيس تلك الصناعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة