نبيل فاروق: الحركة النقدية تتعامل مع الخيال العلمى على أنه درجة ثالثة

أكد الدكتور نبيل فاروق، مؤلف سلسلة "ملف المستقبل" و"رجل المستحيل" أن انتقاله من طنطا إلى القاهرة منذ عدة أعوام، جعلته يدرك مفهوم "أدباء الأقاليم"، لافتا إلى أن تلك الفكرة التى تصنف الأدباء وفقا لمكان تواجدهم سيئة، كما أنها تعطى بريقا للقاهريين دونا عن غيرهم وإن كانوا موهوبين. وأضاف أنه ظل يتعرض للنقد طوال 25 عاما، خاصة عن سلسلة "ملف المستقبل"، إلى أن حصل على جائزة الدولة التشجيعية، فتحول النقد إلى مديح.

جاء ذلك فى ندوة اليوم بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى الثامن للكتاب، والتى أدارها الكاتب الصحفى أيمن الشربينى، واستضافت والكاتب الدكتور نبيل فاروق، مؤلف سلسلة "ملف المستقبل" و"رجل المستحيل" و"كوكتيل 2000" وغيرها.

وأشار فاروق إلى أنه يعمل على إعطاء الفرصة للشباب الموهوبين لينشروا أعمالهم، داعيا إياهم مراسلته على بريده الإلكترونى الذى يرفقه مع مقالاته فى صحيفة الدستور المصرية.

ونفى أن يكون هو أول من كتب قصص وروايات الخيال العلمى فى العالم العربى، وإن كان أول من أعطى لها انتشارا وجماهيرية، منوّها إلى أن محمود سالم هو أول من كتب فى هذا المجال، بالإضافة إلى نهاد شريف الذى عدّه أستاذه الذى شجّعه على كتابة روايات الخيال العلمى.

وأكد نبيل أن الحركة النقدية فى مصر والعالم العربى تتعامل مع الخيال العلمى على أنه درجة ثالثة، وأنه موجّه للأطفال، رغم أن الخيال العلمى بطبيعته أكثر ملاءمة للنشء والشباب الذى يمكنه التفريق بين الواقع والخيال.

وأعلن أنه توقف هذا العام عن كتابة روايات الخيال العلمى مع صدور آخر عدد من سلسلة "ملف المستقبل"، كما أصدر آخر عدد من سلسلة الجاسوسية "رجل المستحيل"، مشيرا إلى أنه يكتب حاليا فى السياسة والدراسات العلمية. وقال إن صحيفة الأهرام كتبت منذ فترة أنه أكثر الكتاب العرب مبيعا فى التاريخ، حيث بيعت أكثر من 12 مليون نسخة من إصداراته، مضيفا أن التوقف فى قمة النجاح يضمن للأعمال الخلود.

وشدد على أن التجربة يجب أن تتكرر وأن يظهر كتّاب جدد يكملون المسيرة ويضيفون إليها، وإلا سيحدث ما أسماه "قهر أدبى"، مقتبسا قولا مأثورا: "إن القبور مليئة بمن ظنوا أن الحياة لن تستمر من دونهم". وأكد أنه ينشر النقد الموجه له فى السلاسل التى يصدرها، قائلا: "الحرية أن تكون نافذة لخصمك".

وفى رده على سؤال أحد الحضور حول ما أثير منذ 15 عاما عن عمل فيلم من سلسلة "رجل المستحيل"، قال الدكتور نبيل فاروق إنه لا يريد أن يتم إنتاج فيلم لا يوازى السلسلة من حيث الجودة، لذا فإنه تأخر فى هذا الموضوع حتى توصل إلى اتفاق مع شركة روتانا، حيث يعملون منذ عام ونصف على الإعداد للفيلم.

وعدد الكثير من المصادر العلمية التى يستمد منها أفكارا لرواياته وإصداراته، لافتا إلى أن الإنترنت سهّل الوصول إلى المعلومات، ولكن يتعين كذلك عدم الثقة المفرطة فى المعلومات المتاحة على الإنترنت، فويكيبيديا العربية مثلا نسبة الدقة فيها من 60% إلى 65%.

وكشف أحد الحضور فى مداخلة بالندوة أن الشخصية الحقيقية التى استمد منها الدكتور نبيل فاروق "رجل المستحيل" موجود فى كتاب السادات رئيسا، وهو ما أقره الأديب، إلا أنه أكد أنه لن يكشف التفاصيل الحقيقية للموضوع فى الوقت الحالى.