تباينت ردود أفعال أصحاب دور النشر المصرية تجاه النتائج التى عرضها التقرير الأخير الصادر عن مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء والتى أشارت إلى أن 79% من القراء الحريصين على قراءة الكتب يقبلون على قراءة الكتب الدينية تليها الكتب العلمية بنسبة 33% ثم الكتب الأدبية بنسبة 29% وأخيرا الكتب ذات الطابع السياسى والتى جاءت بنسبة 11%، حيث وصف البعض منهم تلك النتائج بأنها مجرد تكهنات وبعيدة تماما عن الصحة وتخدم فى المقام الأول سياسة الدولة فى حين رأى البعض الآخر أنها واقعية ومن الطبيعى أن يزداد الإقبال على الأعمال الأدبية وخاصة فى ظل التطور الأدبى الذى تشهده الساحة الإبداعية المصرية مؤخرا.
أكد "رؤوف عشم" مسئول التسويق بدار "مدبولى" للنشر أن الكتب السياسية هى الأكثر انتشارا، وتزداد درجة الإقبال عليها يوما بعد يوم على عكس الأعمال الأدبية، وأرجع عشم السبب فى ذلك لرغبة الناس فى متابعة الأحداث فى مصر والعالم وقراءة المزيد من التفسيرات والتحليلات السياسية.
وأضاف أن الدار تحقق نسبة مبيعات أعلى فى الكتب السياسية على عكس الروايات والقصص حتى وإن تم عرضهم بنفس الأسعار وهذا لطبيعة تخصص الدار، وللحراك السياسى الذى يشهده الشارع المصرى حاليا .
واتفق معه "رضا عوض" مدير دار "رؤية" للنشر قائلا إن تقرير مجلس الوزراء جاء ليخدم سياسات الدولة، وما هو إلا مجرد تكهنات فمن الصعب أن يتم تقييم اتجاهات القراء فى ظل غياب مناخ سياسى فعال ومحفل ثقافى حقيقى .
وأضاف "على أى أساس أصدروا هذا التقرير هل قابلوا القراء وأصحاب دور النشر هل أجروا دراسات ميدانية ليؤكدوا صحة ما يزعموا؟ لا أظن ذلك، ولكنهم أكتفوا فقط بكتابة بعض الأرقام الخيالية التى لا تمت للواقع بصلة ".
وعلى الجانب الآخر اتفقت "كرم يوسف" مدير مكتبة الكتب خان مع نتائج التقرير قائلة "هناك إقبال شديد من قبل القراء على الأعمال الأدبية وخاصة الرواية، وذلك لأكثر من سبب، أولا: لأن الأدب معروف بتجسيده للواقع الاجتماعى الذى نعيشه وثانيا: لأن الأعمال السياسية عبارة عن كتابات معقدة وصعبة تحتاج شرائح وفئات معينة لتفهمها على عكس الأدب الذى لا يفرق بين خريج الجامعة وصاحب المؤهل المتوسط".
وأضافت "لا أعتقد أن العزوف عن قراءة الكتب السياسية لصالح الأدب نوع من الهروب من الواقع السياسى بمشاكله، ولكن المسألة فى رأيى ترجع فى المقام الأول لطريقة التربية والتعليم والتى تعود الفرد منذ الصغر على كيفية قراءة المضامين الجادة والهادفة، بالإضافة إلى أن موضوعات معظم الكتب السياسية الموجودة حاليا بالأسواق لا تناقش سوى حرب 67 وثورة يوليو ولا يوجد كتب تناقش الوضع السياسى الراهن سوى الكتب الأجنبية المترجمة ".
واتفق معها "محمد صلاح" مدير دار "الدار" للنشر قائلا إن نسبة قرائية الكتب الأدبية أعلى من الكتب السياسية فى مصر والعالم، وذلك لقلة اهتمام القارئ بالشئون والقضايا السياسية، وأضاف أنه من الممكن التغلب على تلك الظاهرة عن طريق تنشيط الحياة السياسية داخل المجتمعات وتشجيع المؤلفين للإقبال على هذه النوعية من الكتابات.
كما أرجع الدكتور "خالد العامرى" مدير دار الفاروق للنشر الإقبال الضعيف على الأعمال السياسية بسبب انتشار الفضائيات والقنوات الإخبارية والتى أغنت الفرد عن شراء و قراءة التفسيرات والتحليلات السياسية وفضل أن يسمعها ويراها فى التليفزيون وبالتالى قلت مبيعات تلك الكتب وارتفعت مبيعات الأعمال الأدبية خاصة فى الثلاث سنوات الأخيرة، وأضاف "قراءة الأعمال الأدبية موضة شبابية خاصة مع كثرة الكتاب الشباب وكثرة الأعمال التى تناقش مشكلات تلك الفئة من المجتمع".