ماهر طلبة يكتب:الصياد والبحر

الأحد، 07 مارس 2010 11:48 ص
ماهر طلبة يكتب:الصياد والبحر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زمان.. زمان قوى كان فيه صياد وحيد .. كان عنده مركب صغير جدا كان مصنوع م الخشب.. كان كل يوم الصبح يركب مركبه وينزل يمسح البحر من ناحية لناحية بالشبكة ويرَوّح.. يولع النار.. يرمى سمكة فى ناره وياكل لقمته ومايلقاش حاجة يعملها فيسأل نفسه سؤال ويبدأ يدور له على إجابة تكون لها منطق ومعقولة... مثلا فى يوم من الأيام سأل نفسه.. "منين بيبدأ البحر..؟".. وفضل يفكر ويفكر وفى آخر اليوم قبل اليأس وقبل النوم زى الوحى جه الجواب..
" من عينين واحد حزين..." .
.. ونام سعيد قرير العين مطمئن البال للجواب ... ومثلا فى يوم سأل نفسه.. "ليه السمك مابيخلص..؟... وليه دايما بيقع فى الشبك..؟ "وفى آخر اليوم هداه عقله لسبب معقول
... " السمك ما بيخلص لأن الطُعم مابيخلص.. ودايما يقع فى الشبك لأنه عبيط زى الطُعم ..".

ونام سعيد.. وفى يوم.. وفى يوم... وفى يوم ...
لكن فى يوم .. وفجأة خطر على باله سؤال .. " يا ترى الإجابات – اللى وصل لها بعد كل التفكير دا واللى دايما بتتفق مع المنطق– ياترى هى الحقيقة... وهل فعلا بيوصل للإجابة السليمة عن كل سؤال؟..."
يعنى مثلا... "هل البحر فعلا بيبدأ من عنين واحد حزين .. وهل السمك فعلا عبيط ...".
احتار أكبر حيرة.. سؤال صعب جدا لأنه كان بيحط منطقه وعقله نفسه تحت الاختبار ... إزاى يثبت إن عقله سليم ولا ... فكر كثير .. كثير ... كثير .. وبعدين ... الصبح .. ركب المركب .. لم الشبكة ومامسحش البحر.. ماقطعهوش من ناحية لناحية إنما مشى عكس التيار .. أصعب ما فى الدنيا إنك تمشى عكس التيار تتحداه وتقف قدامه .. فى الأول كان السؤال متقل راسه فماقدرش التيار يرجعه ، لكن بمرور الوقت وعند نقطة معينة غلب التيار تقل الراس فبدأت المركب تتحرك لورا .. كل ما يوصل عند النقطة ده يرجع لورا .. حاول كثير .. قاوم كثير .. يمكن يوم .. شهر .. سنة ... ويمكن أكثر لكن فى آخر اليوم .. فى آخر الشهر .. فى آخر السنة.. هده التعب فنام ولما صحى لقى مركبه الصغير جدا عند النقطة اللى بدأ منها الرحلة ولقى راسه لسه مليانة بالسؤال اللى أصبح متأكد إنه مش ممكن هيوصل لجواب له من الطريق دا .. هده اليأس .. هدته الحيرة .. هده الحزن .. فبكى .. بكى لأن اليأس قتْله.. بكى لأن الحيرة غَلَبته. . بكى لأن الحزن مَلاه... وهنا فتح عينيه .. شاف قدامه بحر بيجرى ماكانش موجود قبل كدا هزه الفرح قوى .. قوى .. قوى .. فبكى .. بكى .. بكى ... بحر جديد





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة